رسالة إلى تركي آل الشيخ
أتقدم في البداية بتهنئة تركي آل الشيخ بمناسبة تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة.
ـ آل الشيخ "تركي" هو ثالث من يتولى هذا المنصب خلال آخر 3 سنوات، وما قلته لسابقيه، أكرره اليوم له.
ـ لست هنا بمن يوجه تركي آل الشيخ، فهو يملك من الدراية الكثير وأكثر، ولو لم يكن كذلك لما تم تعيينه في هذا المنصب "أصلًا" من قبل القيادة الحكيمة.
ـ بوصفي ناقدًا إعلاميًّا، من واجبي أن أتحدث "بصراحة" إلى كل من يتولى منصبًا حكوميًّا بشكل عام، و "رياضيًّا" على وجه التحديد، وذلك بحكم "التخصص"، فأنا ناقد رياضي.
ـ قلت "باختصار شديد" في سطور معدودة في هذه المساحة في مقالة السبت: "إن تركي آل الشيخ اتخذ "خلال أيام معدودة" عددًا من القرارات الإيجابية التي لم يتخذها سابقوه خلال عامين وأكثر".
ـ واليوم أخصص هذه المقالة؛ للحديث إلى تركي آل الشيخ نفسه، مؤملًا أن يتقبل هذه الأحرف التي تصدر عن قلم عاشق "لوطنه"، وغيور على "رياضته".
ـ قلم يؤمن بأن "المديح" لا يفيد المسؤول، وإن كان يرفع من روحه المعنوية، ويدفعه إلى مزيد من العمل، بينما "النقد" هو ما يساعد المسؤول على تلمّس السلبيات والوقوف عليها والسعي إلى معالجتها.
ـ طالما أن الشباب يشكلون قرابة 65 في المئة من عدد سكان السعودية، فإن تركي آل الشيخ بات يرأس أحد أهم قطاعات الوطن، وعليه مسؤولية كبيرة؛ "لتصحيح" مسار هذا القطاع، وفي الوقت نفسه "الرقي" به.
ـ النهوض بالرياضة "من خلال هيئتها العامة"، يعني النهوض بشباب الوطن، وهذا يعني نهوض الوطن بأكمله.
ـ القرارات السريعة والمتتالية التي اتخذها تركي آل الشيخ حيال المنتخب الوطني، ومن ثم لجنة تطوير الرياضة، ولجنة متابعة المواليد، ومن ثم إلغاء لجنة التوثيق، "وربما هناك لجان أخرى شكلها أو ألغاها قبل نشر هذه المقالة"، خطوات قوبلت بالإشادة من "الأغلبية" وتحديدًا من لا تعميهم ألوان الأندية، بل يضعون مصلحة "الوطن" أولًا.
ـ أتمنى أن يواصل آل الشيخ "تركي" قراراته "الفعالة" الملموسة على أرض الواقع، والتي تنتج عنها مخرجات إيجابية لرياضة الوطن.
ـ ما قام به تركي آل الشيخ حتى اللحظة يتعلق "فقط" بكرة القدم، وهي جهود مهمة للغاية يستحق عليها الشكر، لكن هذا لا يعني إغفال بقية جوانب الرياضة.
ـ شخصيًّا، ما زلت آمل في ألّا "يستأثر" رئيس الهيئة العامة للرياضة "أيّ رئيس كان" بالمناصب، وأن يسمح لغيره من الكفاءات الوطنية بتولي مناصب يخدمون من خلالها الوطن.
ـ لست مع أن يتولى رئيس الهيئة للرياضة رئاسة الاتحاد العربي للرياضة، أو اتحاد التضامن الإسلامي، أو حتى اللجنة الأولمبية السعودية، فهناك قدرات سعودية إدارية قادرة على أن تتولى هذه المناصب.
ـ حاليًّا، أنتظر "وأتمنى" من رئيس الهيئة العامة للرياضة أن يسارع بالدعوة إلى انتخابات جديدة، يتم من خلالها انتخاب رئيس جديد للجنة الأولمبية السعودية، بشرط ألا يرشح آل الشيخ نفسه لهذا السباق.
ـ كما أتمنى حل "جميع" مجالس الاتحادات الرياضية، والدعوة إلى انتخابات جديدة تشمل "كل الاتحادات"، دون الاعتماد على آلية "التعيين" التي اتبعها من سبقوا تركي آل الشيخ.
ـ أتمنى أيضًا أن يسارع الرئيس الفائز برئاسة اللجنة الأولمبية بعد ذلك إلى عقد اجتماع "عاجل" مع رؤساء الاتحادات الرياضية "الفائزين بالانتخابات"؛ لبحث مستقبل كل الرياضات السعودية، وأهدافها في مونديال 2020، ومن ثم 2024 و2028، وأن يقوم رئيس الهيئة العامة للرياضة "شخصيًّا، ومن خلال فريق عمل" بمتابعة ومراقبة تنفيذ خطط وبرامج اللجنة الأولمبية والاتحادات كافة.
ـ لن نبخل بوصفنا "نقادًا" على تركي آل الشيخ بالمديح والإشادة، كلما استحق ذلك، "وأتمنى أن تتواصل قراراته الإيجابية"، لكننا أيضًا لن نتوقف عن نقده الذي هو بمثابة توجيه، ولفت لأنظاره حيال سلبيات معينة.
ـ لتركي آل الشيخ قلب واحد وعينان، بينما النقاد كثر، ومن المفترض أن يكونوا أعينًا "إيجابية" للرئيس الجديد للهيئة العامة للرياضة.