2017-09-24 | 05:07 مقالات

واصلي..

مشاركة الخبر      

 

 

من الرياض.. المدينة التي ولدت وعشت فيها.. المدينة التي عشقت كل زاوية من ضواحيها وأحيائها.. استيقظت صباحًا.. كان كل شيء من حولي أخضر.. صوتًا وصورة.. حديث من حولي.. مواقع التواصل.. الشوارع.. الإذاعة والتلفاز.. الصغير نافس الكبير وسابقه في التغني بالوطن.. في ذكرى الوطن.. 

 

 

أعايش تلك اللحظات التي يتسابق فيها الكل؛ فتسوقني ذاكرتي القريبة البعيدة إلى تلك الحالة من التغني بالوطن.. بعفويتنا وتلقائيتنا.. بحبنا وفخرنا.. أعايش تلك اللحظات فتلفني تلك الألحان والكلمات التي طالما كانت تترنم بين شفاهي بين حين وآخر.. في صغري كان أثير الإذاعات ينقلنا معه بصوت الأرض وهو يدندن "روحي وما ملكت يداي سواه".. كبرنا وأصحبت رائعة بدر بن عبدالمحسن "فوق هام السحب" جزءًا من مفضلاتنا.. كنا نقلد فنّان العرب ونزعم أننا نافسناه في ترديدها وحفظها.. يعود بعدها طلال ليجبرنا على ترديد كلماته "الله الأول وعزك يالوطن ثاني".. ثم يشاركه محمد عبده في رائعة أخرى فنطرب لـ "الله البادي ثم مجد بلادي".. ولا أظن أحدنا ينسى أننا جميعًا كنا نردد مع أبو بكر سالم بلفقيه "يا بلادي واصلي".. 

 

هذا العام.. يعود يوم الوطن في وقت تحتفل فيه رياضتنا الوطنية بوصول منتخبنا الوطني إلى كأس العالم مجددًا.. يعود يوم الوطن.. فنتذكر بكل فخر كل تلك الإنجازات التي حققتها رياضتنا في مختلف الألعاب والمسابقات والأحداث.. يعود يوم الوطن.. ورياضتنا تعيش فترة تحول وتسارع في التغيير والتطوير.. بالتزامن مع تعيين المستشار "تركي آل الشيخ" رئيسًا للهيئة العامة للرياضة، وهو الرجل الذي عاش تجربة عمل ثرية ولا تزال، مع ولي العهد نطمح أن تنعكس إيجابًا على رياضتنا ورياضيينا.. 

 

ولأن حب الوطن من الوفاء.. ولأننا رضعنا الوفاء مع حليب أمهاتنا.. فإن من الوفاء أن نذكر كل من خدم رياضتنا.. كل من بذل داخل وخارج الميدان.. سأذكر بكل فخر واحترام وحب ووفاء كل أولئك الرجال الذين قدموا لرياضة وطني..  أتذكركم.. وسأظل أتذكركم.. وسأذكر لأحفادي تلك القصة الجميلة والملحمة التاريخية لرياضة وطن، لم يكن لغرسها أن ينضج لولا توفيق الله سبحانه ثم رعاية ولاة أمر هذه البلاد.. 

 

سأذكر لهم بكل وفاء وفخر لبنات البناء لعبدالله الفيصل وشقيقه خالد الفيصل.. سأذكر لهم ما قدمه العرّاب التاريخي لرياضة وطني فيصل بن فهد.. سأذكر لهم ما قدمه الرجل الشهم النبيل سلطان بن فهد.. وسأذكر لهم ما قام به الطموح الصارم نواف بن فيصل.. وسأذكر لهم إضافات وخطط وأفكار المطور عبدالله بن مساعد.. وحتمًا سأذكر لهم مساهمات محمد العبدالله الفيصل ونواف بن محمد وعبدالرحمن بن سعود وطلال بن منصور وعبدالله بن سعد.. ولن أنسى أن أذكر لهم ما بذله عبدالرحمن بن سعيد.. وحمزة فتيحي.. والصبّان.. وعيدان الدوسري.. وفيصل الشهيل.. ومحمد جمعة الحربي.. وصالح الواصل.. وكل أولئك الرواد رحم الله المتوفى منهم وحفظ من كان حيًّا بيننا.. 

 

هل نسيت أحدهم؟

 

إن كنت نسيت فهو من ضعف ذاكرتي ومحدودية المقال.. لكن التاريخ لن ينساهم.. وأفعالهم لن يمحوها قصور حفظنا أو ضعف ذاكرتنا.. أما من يتعمد نسيانهم أو تجاهلهم فقد فاته ذلك القدر الكبير من الوفاء لمن يستحقون الوفاء.. انتقل بناظريك أنّا شئت.. تنقل واسأل في كل محافظة ومنطقة من أرض وطني وأراهنك أنك ستجد في كل منها رجلاً قد حفر اسمه ذهبًا في سماء رياضة الوطن.. لا أظنكم تنسون إنجاز "هادي صوعان".. أو ميداليات "محمد القريع".. أو شجاعة "محمد الدعيع".. أو وثبات "حسين السبع".. أو بطولات "عماد المالكي".. أو قفزات "عبدالله شربتلي".. أو تصويبات "ناصر الدغيثر".. أو تضحيات "خالد البطي".. أو ضربات "إسماعيل خيبري".. أو تصديات "مناف آل سعيد".. أو ثلاثيات "محسن خلف".. أو أرقام "أحمد القضماني".. أو قوة "عباس القيصوم".. أو فرحة "محمد السويق".. أو انتصارات "عبدالعزيز العبّاد"..

 

أبطالنا.. أعذروني.. قائمتكم تطول.. ومساحة المقال محدودة.. إلا أن مساحة الحب والوفاء لكم لا حدود لها.. وستظل ثقتنا بالله ثم بأبطالنا تدفعنا لأن نكون أكثر طمعًا.. وأكثر شغفًا.. وأكثر إلحاحًا في طلب المزيد.. فأنتم لها.. ونحن والوطن نستحق.. 

 

يقول شاعر السلام الملكي "إبراهيم خفاجي" ضمن رائعته "عرائيس المملكة" ذات مساء في الجنادرية "فوق ألف مليون يصلون في كل ليلة وكل يوم لوجهة بلادي.. تعيشي يا بلادي"..

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..