الجماهير تريد التحقيق
لا يزال العمل جاريًا على قدم و "قرار" من قبل الهيئة العامة للرياضة في حملتها على الفساد، عمل طال انتظاره.. وبتنا نعيش زمنه وتفاصيله؛ لنحكي للأجيال القادمة أننا كنا شهود عصر على حقبة عمل وحساب ومجهود.
ما نراه ليس مجرد "نزوة" إصلاح أو حماس "مؤقت" لمنصب، وليس مبادرة فردية لرئيس يهمه مستقبل الرياضة، بل هو توجهات عليا.. تهدف إلى الاقتراب من رؤية دولة يقود شبابها ولي عهد جمع الفكر والمجد.
من هنا كان الاصطفاف خلف هذا التوجه مبررًا، ولهذا وكل ما قيل لنا معشر الإعلاميين، "غريب توافقكم" حول جل القرارات كان جوابنا واضحًا، لمسنا نية الإصلاح، ونريد أن نكون قدوة للأبناء، وشركاء في مسيرة البناء.
الإصلاح ليس واقع يوم فقط.. بل وقادم سنوات، ونحن نعلم يقينًا أن هذا التغيير لن يجد رضا الباطن كما هو في الظاهر لدى كثير من أفراد وأندية كان الوضع الرياضي لهم الحفل، والدعوة للمحسوبية والمنفعة لكبيرهم قبل طفل.
وفي ظل قرارات الهيئة، والتي كسرت حاجز الخمسين قرارًا في وقت قياسي، لا بد وأن يظهر "الممثل" البارع في تقمص دور المتضرر من الماضي، وإيهام العباد بأنه الرابح الأكبر من حرب تشن اليوم على معسكر فساد.
أندية وإعلاميون نراهم اليوم يتصدرون مشهد النضال ضد الفساد ذرًّا للرماد في العيون، وهم الذين عاشوا عقودًا من الزمن يغذونه؛ حتى بنوا أمجادًا من مكاسب الشبهات على أنقاض منافسين عاشوا حقبة المعاناة.
ثم أعود إلى بدء لأذكر بقرارات طالت بيئة الملاعب والاتحادات، ثم توغلت حد التحقيق والإعفاءات، ولا أظنها ستقف بعد مرورها على بيئة واحتراف وتحكيم، بل إن القادم على رؤوس أصحاب الشبهات جد أليم.
فالبرقان الذي عاش معه الأهلي صراعًا مريرًا لدرجة الشخصنة، خرج بـ "ثماني عشرة" مخالفة أعادت الأول إلى الأخير، وتحقيق يصيح له الفصيح، وتنكر أصحاب قال فيه أهل المثل من يتبع "البوم" يوصله الخراب.
هذا ما حدث، انقلب الرفقاء، ومن يتجول في زوايا تويتر يوم القرار، يجدهم قد انقسموا بين جلاد تنكر للبرقان في يوم حساب وطوفان، وبين من لم نسمع لهم همسًا، وشتان بين عدو يوم.. وصديق أمس.
إعلاميون لم يخجلوا من "تناقضاتهم" التي عجت بها صفحات التواصل؛ حتى توارت بين حذف مديح سابق وريتويت لتأييد قرار لاحق، وأندية أصدرت "البيانات" وهددت الأعضاء ومن يدعمه سيكون كبش الفداء.
ما يحدث "ظاهرة"، فالهيئة باتت لاعب المدرجات المفضل، فقد أثارت فيهم الحماس، نصراوي يطلبها التسجيل في مرمي التحكيم، واتحادي يناشدها فضح ملف ديون شهير، وأهلاوي يسأل عن لاعب وتزوير!.
ثم يأتي السؤال الكبير: ماذا لو امتدت نوايا الهيئة إلى ماضٍ أبعد مما تنبش فيه الآن؟! ماض جميل كان فيه الفتات طموح أندية وسنام بطولات لا يخطئ الدليل.
ماذا لو أعلن التحقيق أسماء من أغرقوا الاتحاد؟! ومن أجاز لكهل "سوداني" أن يلعب مع أطفال؟! من أخفاه؟ وأين انتهت به الحال؟ ثم ماذا لو سألوا من جار عليهم القدر؟ من منكم صاحب فكرة الفيفا والأهلي "القذر"؟.
من يدري.. فربما ما يتمنى الجمهور فتح ملفاته الآن يطبخ له وعلى نار هادئة أعنف بيان، ولكن ما نحن متأكدين منه هو أن الهيئة تعمل للجماهير، وليس لما يطلبه المدرج، فراقب "الخائفين" واضحك وتفرج.
فواتير
ـ السومة يسجل بعد خروج سوريا، وطبيب الصحيفة النفسي يعتذر عن التشخيص، ويعترف أن كل ما جاء فيه "حشو.. من الرخيص".
ـ الأهلي يضرب بالخمسة، وصاحب البرنامج يزور التاريخ ويتحدث عن الدين، ولكن لدي سؤال: لماذا لم يصحح معلوماته ضيفه "الكيال"؟.
ـ إعداد يليق ببطولة ولي العهد، وإعطاء الجميع فرصة التنافس عليها ورزنامة المنتخب، أسباب تأجيل كافية ليس بعدها ملامة أو عتب.
ـ سيدة الأعمال.. وخالد أبو راشد.. وفهد بارباع شخصيات أهلاوية تجدها حين يحتاجها الأهلي وأهله، بعد الرمز ليس من السهولة إيجاد كنز.