الملكي "واحد" أما البقية فمستنسخون!
من أبرز القضايا الجدلية بوسطنا الرياضي ولا تزال نارها تخمد ثم تعود للاشتعال من جديد موضوع النادي "الملكي" وهل هو للهلال أو الأهلي بشكل أشعل بين أنصار الفريقين حربا ضروسا لإثبات الحقوق الملكية للقب المتنازع عليه!.
ولأن بالقضايا الجدلية عموما من المستحيل "إقناع" طرف من الأطراف، لكن وأد القضية وتجفيف منابعها هو الحل الأمثل ومن هنا أشيد بقرار اتحاد القدم وقف استخدام هذه المفردة ومنع تداولها بكافة الصور والأشكال، قرار موفق وإيجابي فمثل هذه القضايا الخلافية من شأنها بث الاحتقان والجدل والنزاع والخلاف بين الأوساط الرياضية والفتنة والتعصب بالمدرج الرياضي وإشغال الرأي العام الرياضي بأمور ليست ذات أهمية تفاعلية خاصة مع كمية الحراك الرياضي الذي نعيشه الآن لصالح الكرة والرياضة السعودية عموما!.
وأيا كانت المبررات التاريخية للهلال أو الأهلي بأحقية هذا اللقب، تاريخيا وعالميا لقب النادي "الملكي" ينطبق على "ريال مدريد" فقط وهو الذي منحه إياه ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر عام1920م رغم أن بإسبانيا وحدها22ناديا تحمل لقب "ملكي" كسلتافيجو وديبورتيفولاكرونا وراسينج سانتاندير وريال بيتيس وإسبانيول...، لكن المتداول وصاحب الحقوق الأعظم للقب كشعبية وأحقية مدريد ولا خلاف!.
أوروبيا ببلجيكا توجد خمسة أندية تحمل لقب "ملكي" ومن عاداتهم أن من يكمل الـ50عاما على تأسيسه يحق له استخدام لقب ملكي ولعل بنادي إتوال وينيز الشعبية الأكثر للقب الملكي!.
في هولندا وكندا وحتى بأمريكا الجنوبية بالرغم من أنه لا توجد "مملكة" لكنهم يطلقون لقب ملكي على أنديتهم واضرب مثالا ببيرو فلديها ناد "ملكي" يدعى ريال جارسيلاسو، وهناك ناد هندوراسي "ملكي" إسباني اسمه ريال إسبانيا يقال بأن من منحه إياه هو الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا السابق!.
في بريطانيا ليس أكثر من آرسنال كشعبية ومقام "ملكي" فهو النادي الإنجليزي الأكثر دلالا والمفضل لدى الأسرة المالكة البريطانية بالذات إليزابيث الثانية!.
عربيا وبالشمال الإفريقي يستخدم المغاربة لقب "ملكي" لنادي الجيش والذي تأسس على يد العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله ويسمى الزعيم كذلك!.
إذن وبعد كل هذا هل "الأهلي" أو "الهلال" صاحب حق شرعي بلقب الملكي؟! خاصة وأن أغلبية أندية العالم لديها عرف رياضي بشأن النادي الملكي وحتى بالدوري الواحد ولا نرى ما نراه من نزاع لكن كيمياء المشجع المحلي تختلف لدينا وبها كثير من مركبات الشحن والشد والجدل!.
ومن رأيي أن الألقاب لا تقدم ولا تؤخر، والألقاب لا تصنع أبطالا ولكن الأبطال هم الذين يصنعون الألقاب والتاريخ دائما يقف بجانب أصحاب الحقوق و"الأولوية" ولمن يحمل وثيقة بإمضاء ملك!.
أهم ما في الموضوع أن لا تلغى ألقابا يحبها الجمهور الرياضي و"يدللون" أنديتهم المفضلة بها كالعميد والزعيم والعالمي...، فهي ظاهرة عالمية وسر الجمال والجذب للأندية الأوروبية الكبيرة بكل الدوريات كالبلوجرانا والميرينجي.. باللا ليجا، والبلوز والشياطين الحمر... بالبريميرليج، والسيدة العجوز والنيروزي والروسونيري.. بالكالتشيو، والبافاري..إلخ بالبوندسليجا!.
قطع دابر الخلاف بإثبات من "الملكي" بين الهلال والأهلي مسألة جديرة بالعقلانية لا تخص بشكل مستقل أيا منهما ومن المنطقي الترفع عن الخوض بمثل هذه المسائل الجدلية التي لا تسمن ولا تغني عن جوع!
ألقاكم..