الرأي الآخر - خليل الزياني رئيساً لاتحاد الكرة
من يقرأ ما بين السطور في قرارات اتحاد الكرة السعودي الأخيرة والتي سبقت مواجهة أستراليا بأيام قليلة.. ومن يقرأ ما بين السطور في تصريح الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب والذي حظي بالثقة الملكية لتولي أمور الشباب في هذا الوطن الطيب يستنتج أو يفهم الرسالة التي أختير موعدها بذكاء وخبرة بأن الأمير الشاب كان يلمح بأنه سيتخلى عن منصبه كرئيس لاتحاد الكرة من خلال تكراره لأهمية الجمعية العمومية لاتحاد الكرة وأن التوجه سيكون باختيار رئيس منتخب وهذه إشارة بأنه كان ينوي تقديم استقالته من رئاسة اتحاد الكرة وربما حرص الأمير على الاحتفاظ أو تأجيل إعلان الاستقالة إلى ما بعد مباراة أستراليا حرصاً منه على معنويات اللاعبين والجهاز الإداري والفني للمنتخب الأول الذي خذل نواف وخذل الجميع. إشارة أخرى توحي بأن الأمير نواف لم يكن يرغب في مناصب أخرى من خلال تنازله المعلن عن رئاسة رابطة دوري المحترفين والتي أوكلها إلى محمد النويصر رغم أن رئاسة الرابطة من المفترض أن تكون أتوماتيكياً لنائب رئيس الاتحاد حسب العرف الدولي في روابط الأندية المحترفة في أوروبا على أن يكون المدير التنفيذي منتخباً من الأندية وليس معيناً خاصة وأن هناك أسماء ترددت وتم ترشيحها لمنصب المدير التنفيذي مثل طارق التويجري أو عامر السلهام ناهيك أنهما محسوبان على أندية جماهيرية بحجم النصر والهلال. إذاً استقالة الأمير نواف كانت ضربة استباقية قبل مباراة أستراليا.. ومن سوء الطالع أنها أعلنت رسمياً بعد أربعة ملبورن وفسرت من الكثير وللأسف من بعض الإعلاميين أنها جاءت لمجرد امتصاص غضب الجماهير وهذا ما نفاه الأمير ليلة المباراة عبر القنوات الفضائية في حديث مباشر لم تنقصه الشجاعة.. في وقت لازال المتسببون في كارثة سيول جدة يكابرون ويحتفظون بمناصبهم وليت عندهم نصف شجاعة الأمير الشاب نواف الذي أستشعر من خلال وجودي في الساحة الإعلامية بأنه تعرض لحملة إعلامية منظمة ومن إعلاميين لهم أجندات من خلفها من له مصلحة في إبعاد وتطفيش الأمير نواف الذي أتمنى أن يكون كالجبل الذي لا يهزه ريح.. ومن المخجل أن يظهر بعض الإعلاميين في بعض البرامج بشكل تهكمي في شخص رجل قيادي بحجم نواف تخرج من مدرسة فيصل بن فهد (رحمه الله) ليقدموا آراء (مدفوعة الثمن) مسبقاً.. ونواف يعرفهم قبل أي شخص آخر. لن أتكلم عن أمور فنية لأنني لا أحب البكاء على اللبن المسكوب.. وقدر الله وما شاء فعل.. ونحن لسنا منتخب البرازيل أو أسبانيا أو الأرجنتين حتى يكون عدم تأهلنا وكأنه كارثة حلت بالوطن.. ليس كل مجتهد بمصيب.. منتخب مصر حقق كأس أفريقيا ثلاث مرات ومع ذلك تعرض لنكسة كروية لم يصعد معها لكأس العالم وفقد لقبه الأفريقي وهذا قبل الثورة حتى لايقول لي أحد إن الظروف السياسية أثرت على الكرة المصرية.. لبنان خسرت معنا في نفس اليوم بأربعة من البحرين ولكنها صعدت بالمدرب بوكير إلى الدور الثاني من التصفيات لأن لبنان كان لها رصيد ونحن تعادلنا مرتين مع عمان ومرة مع تايلاند وبحثنا عن الصعب بعد أن فرطنا في السهل. وما أن أعلن الأمير نواف رسمياً عدم رغبته في ترشيح نفسه كرئيس لاتحاد الكرة بعد ثلاثة أشهر من الآن فإن كل ناد بدأ يغني على ليلاه، فالهلاليون أخذوا الموضوع من جد ورشحوا الأمير عبدالله بن مساعد، ولا ينقص أحد من مكانة الرجل الرياضية وخبرته وتمرسه.. والنصراويون جهزوا مرشحهم.. وبعض الاتحاديين رشحوا أحمد مسعود أو طلعت لامي للدخول في سباق الترشيح.. والأهلاويون يرشحون أحمد عيد خاصة وأنه المكلف برئاسة اللجنة المؤقتة لتسيير الأعمال على طريقة (المشير طنطاوي) في الشقيقة مصر بعد تنحي الرئيس حسني مبارك من منصبه ـ إن جاز التشبيه ـ وإذا لم يعجبكم التشبيه سامحوني. أنا شخصياً أؤيد الأمير نواف في عدم ترشيح نفسه وهذه نصيحة من محب له.. وكذلك أنا ضد أن يكون المرشح من أحد الأندية الجماهيرية الكبيرة الأربعة وحتى لايزعل مني أخي خالد البلطان أضم إليهم الشباب.. وأتمنى لو أن لي رأياً في اتحاد الكرة أن يكون رئيس الاتحاد السعودي الجديد هو الرجل الخلوق والكابتن (خليل الزياني) حتى لو كان بالتعيين أو بالترشيح لأن أبا إبراهيم شخصية رياضية يجمع على حبها وتقديرها كل الجماهير السعودية بكافة ميولها، ويحظى بثقة أولياء الأمر لما له من تاريخ كروي مشرف وعقلانية وأنه أول مدرب وطني حقق كأس آسيا للبلد في عام 1984م وكذلك الصعود للدورة الأولمبية.. إلى جانب أنه اتفاقي وبعيد عن الخمسة الكبار.. وأقولها من الآن أراهن على نجاح خليل الزياني في الانتخابات.. فهو أهل لهذا المنصب مع اعتذاري لمرشحي الأندية الجماهيرية حتى نقطع الشك باليقين ونبعد الشكوك في أن كل واحد منهم سيخدم ناديه على حساب الآخرين.