جلد الذات في رياضتنا الوطنية
الرياضة ظاهرة عالمية؛ وهي لغة حية تتفاهم من خلالها الشعوب كأفضل لغة؛ وتطغى كرة القدم وبرامجها ونشاطاتها المختلفة على اهتمام الإعلام بأنواعه المقروءة والمرئية والمسموعة أكثر من غيرها في الكثير من دول العالم؛ ومتى ما وظفت الرياضة التوظيف السليم في خدمة المصالح الوطنية كانت باباً مفتوحاً وجميلاً للدعوة وللحوار والتفاهم والترابط والتآخي، وإذا وظفت لغير ذلك للمصالح الشخصية الخاصة مثلاً وساد النفع المادي أثر ذلك على القيم السامية لها مثل الروح الرياضية الحقة والسلام والعدالة والتفاهم الأمر الذي بدوره يؤثر على المجتمع وبين الفئات والجماعات الواحدة وتنمية وتربية الشباب، وتظهر ممارسات ضد القيم الرياضية مثل الشغب والتعصب وتناول المنشطات والرغبة في الفوز بأي ثمن على جانب الخلق الرياضي السليم. وإذا تطرقنا إلى من يقود حالات الانحراف للرياضيين وللرياضة عن الطريق الصحيح للرياضي نجد الإعلام الرياضي لدينا هو من يقود ذلك، فلك أن تراقب من يتحدث يومياً سواء في البرامج الحوارية أو البرامج الإخبارية في القنوات الرياضية المختلفة فسترى تشويهاً للرياضة لدينا من خلال توجيه نقد حاد وجلد للذات وتشويه للواقع لما هو متحقق وناجح وكأن ليس لدينا تاريخ رياضي أو بصمة في هذا المجال، بل اتجه البعض نحو نقد الشخصنة الرياضية وليس النقد للمؤسسة الرياضية بنفسها وظهرت تحزبات للأندية وليست لرياضة الوطن فأصبح الإعلام لدينا (..... لا مهنة) وسادت بعض الممارسات غير الإيجابية في التعامل مع الأحداث الرياضية بعيدة عن الذوق العام، فمن يتابع الإعلام الرياضي أو من يدعون للتحدث فيه بشكل عام هم مدعومين لدى القنوات الرياضية الفضائية لأخذ زمام المبادرة في كل منبر ونصبوا أنفسهم وصاة على الرياضة السعودية وقادة للإعلام الرياضي الحقيقي الوطني بل قادة للفكر والثقافة الرياضية. ولكنهم إن بحثت عن الحقيقة فالأغلب منهم ماذا قدم للرياضة السعودية من طرح جيد مقنع أو اقتراحات وعلاج لمشاكلها ولتحسين برامجها ونشاطاتها. أجزم أنه لا يوجد، فليس من المعقول ألا نرى هؤلاء في برامج ثقافية أو توعوية أو إثرائية في المجال الرياضي الذي هو بحاجة إلى هذا الطرح في ظل المتابعة الكبيرة للمسابقات الرياضية وبالأخص في كرة القدم. من فئة الشباب والشابات بل من جميع فئات المجتمع السنية. وإذا خرجنا عن نطاق كرة القدم فهناك ألعاب فردية وجماعية أخرى تحتاج إلى دعم ورعاية واهتمام إعلامي من هذه القنوات ومن هؤلاء المنتسبين للإعلام الرياضي حتى نساهم في تطويرها وتشجيع الشباب على الإنجاز بها؛ فالأمر يحتاج إلى أكثر موضوعية لكي نساهم في إبراز الإيجابيات وتقويم المعوج بأسلوب احترافي ويكفي أن نقول إن مبادئ الرياضة ومفاهيمها للجميع هي واجب الإعلامي الرياضي المتحضر الغيور الباحث عن مصلحة وطنه وشبابه وأحد الجوانب المضيئة لصنع نموذج متميز للرياضة وإعلامها الحقيقي لأنه لم يعد بالإمكان تمرير أو تشويه الحقائق وإظهار روح التعصب للتفاخر بالانتماء لهذا النادي أو إرضاء جمهور دون غيره لأن ذلك لم يعد مقبولاً لدى المتابع أو رجل الشارع الرياضي ولكنها دعوة للإعلام المقروء والمسموع والمرئي منه على وجه التحديد إلى العودة إلى الثوابت التي بحاجة إليها مجتمعنا بشكل عام والرياضي منها بشكل خاص في هذا الوقت عن أي وقت مضى الذي اهتزت فيه الرياضة الوطنية إلى غرس أساليب النقد الهادف البناء وتوجيه الممارسات الخاطئة في الميدان الرياضي بما يدعو إلى جودة الأداء وتعزيز الروح الرياضية والإنتماء والتسامح والتفاهم بين الرياضيين والقيادات الإدارية والفنية للرياضة داخل مجتمعنا، وإنهاء الصراعات التي تصب في مصلحة الأندية وصولاً إلى توجيه نشر النقد وثقافته لتأكيد وتطوير رياضاتنا لتحقيق الأهداف السامية للرياضة.