الرأي الآخر - خالد بن عبدالله ليس (مجرد بنك)
معشوق الأهلاويين، والرمز الأهلاوي، والداعم الكبير لقلعة البطولات والكؤوس الأهلي النادي الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز لا يزال البعض بحسن أو سوء نية يصورون هذا الرجل على أنه مجرد عضو شرف يدعم بالمال فقط وغيره من يفكر.. ولاشك أن في كثير من الأندية السعودية نماذج معروفة بأسمائها والبعض منها لا يفضل أن يعلن اسمه على غرار الداعم الاتحادي عبدالمحسن آل الشيخ، ونفس النمط في النصر والهلال والشباب هناك داعمون بالمال فقط ولا علاقة لهم بالقرار أو فكر إدارة الأندية وهذا من حقهم. لكن من يشبّه الأمير خالد ببعض أعضاء الشرف في الأندية الأخرى يظلم تاريخ الأمير خالد مع الأهلي، فهو الذي بدأ لاعباً منذ أن كان طالباً في جامعة الملك عبدالعزيز.. وبعدها محب وعاشق للأهلي وعامل مشترك في دعم جميع الإدارات بشهادة جميع رؤساء النادي الأهلي في التسعينات وحتى اللحظة التي يرأس فيها الأهلي الأمير الشاب فهد بن خالد.. والمقربون من مجلس الأمير خالد ويعرفون شخصية الرجل منذ أكثر من ثلاثين عاماً يدركون القيمة الفنية الكروية وقامته الرياضية وخبرته الكروية والإدارية المتوجة بتواضع الكبار كيف لا وهو النجل الأكبر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.. كيف لا يكون خالد بن عبدالله متواضعاً وهو الذي تخرج من مدرسة التواضع عبدالله بن عبدالعزيز.. الأمير خالد أعرفه عن قرب لا يحب المديح ولا الثناء لكن هذه المرة أستأذن منه في كشف جوانب حقيقية في شخصيته لا يعرفها الكثير لأن الأمير خالد رجل لا يحب الشهرة ولا الأضواء.. حتى الملايين التي يدفعها للأهلي هي عن حب وقناعة.. فالرجل باع بعض أملاكه العقارية في سنوات ماضية من أجل انتشال الأهلي من أزمات مالية وقد لا يعرف الكثيرون ذلك.. حتى من الأهلاويين لا يحب الأمير خالد أن يمدحه مادح.. حتى عندما تعرض الفريق لانتكاسة في نتائج المباريات في الدوري كما حدث في الموسم الماضي خرج الأمير خالد وقال الجميع وأنا منهم شريك في الإخفاق لأن العمل جماعي ومن الصعب أن أحول أو أعلق الإخفاقات على الآخرين.. إن أخفق الأهلي أو تألق فأنا شريك في الأولى أو الثانية. في نهاية الموسم الماضي حقق الأهلي كأس الملك من أمام الاتحاد.. وفي الدوري الحالي الأهلي هو الأقرب لبطولة الدوري من خلال فارق النقطة خلف المتصدر فريق الشباب ورغم ذلك من يتصور أن الأمير خالد لم يخرج للجماهير الأهلاوية في أي لقاء صحفي أو فضائي وهو المطلوب الأول جماهيرياً.. ولو كان غيره عاشقاً للفلاشات والشهرة لخرج بشكل يومي ينسب التفوق والانتصارات لنفسه.. الأمير خالد لمن لا يعرف ليس مجرد (بنك) يدعم الأهلي مالياً ومن يتخيل ذلك ربما يكون من الجيل الحالي أو الشباب أو الذين يعتقدون بأن الأمير خالد يدعم بالمال ولا يملك الفكر الكروي والحق أن الرجل يدعم بفكره قبل ماله وإلا من اختار التعاقد مع المدرب جاروليم.. ومن الذي دعم بفكره قبل ماله التعاقد مع كماتشو والتجديد مع فكيتور والحوسني ورفض استقالة فهد بن خالد في العام الماضي حرصاً منه على الاستقرار الإداري.. وهو الذي اختار بنظرته الكروية الثاقبة التعاقد مع لاعب الوسط الموهوب محسن العيسى والذي أطلقت عليه خليفة (طارق كيال).. ولمن لا يعرف فالأمير خالد هو الداعم الأول للأهلي مالياً لكنه لا يحب أن يعلن ذلك ويرفض أن تعلن الإدارة ما يقدمه من الملايين من الدولارات خاصة وأن عقد الرعاية من شركة الاتصالات السعودية للأهلي والبالغ 45 مليون ريال لا يمثل إلا ربع مصاريف الفريق الأهلاوي الأول ناهيك عن إنشاء الأكاديمية ومركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب الذي يتكفل به الأمير خالد شخصياً.. ناهيك عن مصاريف الألعاب المختلفة، فالأهلي ليس كغيره كرة قدم فقط الأهلي متواجد في كل الألعاب.. وقبل يومين حقق بطولة دوري كرة الماء على طريقة أغنية عبدالحليم حافظ الشهيرة التي كتب كلماتها نزار قباني (إني أتنفس تحت الماء) وهي رسالة من تحت الماء لنجوم الفريق الأول لكرة القدم. اسألوا جميع رؤساء الأهلي السابقين من هو خالد بن عبدالله؟.. الأمير خالد ليس داعماً بالمال وحده، والرجل بنك من المعلومات وبنك من الفكر الكروي والواقعية ومدرسة نتعلم منها في مجلسه الربوعي في قصره العامر في جدة.. وكل من زاره وتعرف على شخصيته أحبه.. وللمعلومية فهو يستمع للناس أكثر مما يتكلم.. ولو تكلم أقنع وأبدع.. وإذا أحب الله أحداً من خلقه أنزل محبته في قلوب الناس، والأمير خالد محبوب من كل الناس وليس من الأهلاويين فقط. وقبل الختام هذه هي شخصية خالد بن عبدالله الذي يستحق منا الإنصاف وعدم اختزال تاريخ الرجل الذهبي بأنه داعم مالي فقط، فهو أكبر من ذلك.