لن يتغير الحال
منذ سنوات طويلة ونحن نطبق نظام الاحتراف، ولكن بلا جدوى، أوقيمة نتائجية توازي حجم ما ينفق عليه، وما يثار حول قضاياه من جدل، ومزايدات، وفرك خشوم، ومبالغات مزعجة، فاللاعب السعودي المحترف مازال حتى الآن بذهنية هاوي، وطموحات عاطل عن العمل، وقدرات مبتدئ، وليس لديه أكثر من الفرجة على خمسة إسبانيا وثمانية ألمانيا من قبل، وربما عشرة الأرجنتين مستقبلا. وإيقاف نظام الاحتراف، أو التراجع عنه أيضا يبدو ضربا من المستحيل الآن، ولكن تقنين ضوابطه أمر ممكن للغاية، خصوصا إذا كان الهدف من ذلك ضبط اللاعبين المحترفين وضبط نظام الاحتراف، وإنتاج جيل يعي بحرفية كرة القدم، طالما أن النتائج سيئة والتطبيق محدود، ومخرجات الكرة السعودية من لاعبين محترفين لا تساوي شيئا، فوزارة المالية يجب أن توقف إعانة الاحتراف، ونفقات مرتبات اللاعبين المحترفين، والأندية التي تريد أن تطبق النظام يجب أن تقدم ضمانا بنكيا لهيئة دوري المحترفين يتضمن مرتبات اللاعبين طوال الموسم وفقا لعقود الأندية الموقعة معهم، عند ذاك قد يتغير الحال، فتحاسب الأندية لاعبيها، ويحرص المحترفون على تطوير مستوياتهم من منطلق مهني، لأن مباراة إسبانيا أكدت بشكلٍ قاطع أننا نطبق نظاما ترفيهيا لإنتاج لاعبين بلا قيمة احترافية، وأن احترافنا بحاجة إلى غربلة شاملة، وتحرير من خطوط الدعم الحكومي، إلى قدرات الأندية المباشرة ومن لم يستطع عليه أن يصنع عقوده على قدر طاقته، فهذا التحرير وحده هو من سيفلتر نظام الاحتراف، وهو من سيحدد من يمكن أن يكون لاعبا محترفا، وهو من سيقنن الحد الأعلى لسقف الانتقالات، وكم يستحق كل لاعب من مرتبات وقيمة عقد، ماعدا ذلك سنظل مع هذا النظام ندور في دائرة مغلقة، وطموحاتنا لا تتجاوز المنافسة على كأس الخليج، على اعتبار أن آسيا والتأهل لكأس العالم أصبحا من الماضي، وكلما حلت أيام فيفا حلت الخسائر الثقيلة، وحلت صورة احترافنا الضعيف الذي لم نجني منه ماهو مفيد، أما التغييرات التي حدثت في هيكلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب فمن المفترض أن تكون خلال الثلاثة أشهر المقبلة تغيرات ذات أثر، أما إذا لم تتغير أحوال الأندية وتصبح مؤسسات ذات قيمة ومسؤولية من خلال المحاسبة والتقييم المباشر.