الأهلي يعيد المقعد الرابع
عندما صعد المنتخب السعودي الكروي للدور الثاني في مونديال أمريكا 1994م لم يتردد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لحظة واحدة من زيادة عدد مقاعد المنتخبات الآسيوية المشاركة في كأس العالم، وكان للمستوى الكبير الذي قدمه الأخضر السعودي دور في ذلك بشهادة جميع الاتحادات الآسيوية.. وهذا يؤكد أن المستوى الفني له من المعايير في عدد المقاعد النسبة الأكبر التي قد تتجاوز 50%.. لكن الاتحاد الآسيوي الغريب في كل تصرفاته وفي ظل غياب الصوت العربي المؤثر يعمل لصالح أندية ومنتخبات الشرق ولايبالي بغربها من أجل إرضاء عيون الشركات الشرق آسيوية الراعية والمعلنة في برامج ومسابقات هذا الاتحاد الذي يغرد خارج السرب وكأنه يعمل في كوكب آخر. ولعل مافعله الفريق الأهلاوي بوصوله لنهائي دوري أبطال آسيا أمام أولسان الكوري وقبلها تأهل الفريق الاتحادي للمباراة النهائية قبل العام الماضي يفترض أن يكون من أهم المعايير في عودة الأربعة مقاعد للأندية السعودية من جديد وليس بسبب المعايير التي أعلن عنها الاتحاد الآسيوي وهي معايير غريبة لاتمنح المستوى الفني إلا نسبة ضئيلة لاتتجاوز 14% طبقاً لما أوضحه ياسر المسحل.. وإذا كانت رابطة دوري المحترفين في السعودية تعتقد أنها (حررت فلسطين) من كثرة المدح في نفسها بعودة المقعد الرابع كاملاً فإن من واجبها أن تفخر بمستوى الأندية السعودية في آخر مشاركة آسيوية، فالأهلي بلغ النهائي والاتحاد كان في دور الأربعة والهلال في دور الثمانية.. والصحيح والمنطق أن أهم معيار هو المستوى الفني وليس بيئة الملاعب أو التذاكر أو الحضور الجماهيري.. فمثلاً الملاعب الإنجليزية هي الأكثر تنظيماً وحضوراً جماهيرياً ومع ذلك فإن المنتخب الإنجليزي لم يحقق كأس العالم منذ عام 1966م.. وفي الولايات المتحدة الأمريكية أجمل ملاعب العالم لكن الكرة الأمريكية ليس لها أي إنجاز يذكر.. وفي المقابل البرازيل هي دولة تحت خط الفقر ومع ذلك حققت الكرة البرازيلية ماعجر عنه أغنى الدول في العالم. إذاً الاتحاد الآسيوي يضع معايير ليس فيها من المنطق الشيء الكثير، ولا أدري ماهي بيئة الملاعب في إيران مثلاً وهي الأخطر من حيث النواحي الأمنية لدرجة أن الجماهير الإيرانية تقذف المتفجرات داخل الملعب وعلى رأس حكام المباراة كما حدث في مباراة الأهلي السعودي وسباهان الإيراني في البطولة الأخيرة.. والأسوأ من حيث رفع اللافتات العنصرية والطائفية وتسيس الرياضة بطريقة بشعة، ومع ذلك فإن الاتحاد الآسيوي يغض الطرف عن كل ذلك.. ومن يعود لتاريخ المنتخب السعودي بداية من عام 1984م ميلادي وهي بداية الإنجازات السعودية الآسيوية والعالمية لم تكن لدينا ملاعب كبيرة لكن الموهبة كانت موجودة والتفوق كان واضحاً حتى على الكوريين واليابانيين والصينيين بعكس اليوم.. ما دخل الاتحاد الآسيوي في الحضور الجماهيري وأشكال الملاعب والمستوى متراجع المهم المستوى.. إن الانفلات والتفرد بالقرارات في الاتحاد الآسيوي لابد أن يقابل بوقفة عربية خليجية ولاننسى أن السد القطري هو بطل النسخة قبل الماضية.. حتى اختيار الحكام يلعب فيه الكوريون على مزاجهم كما حدث في تغيير طاقم التحكيم البحريني إلى أسترالي في النهائي الأخير أمام الأهلي السعودي.. كنت أتوقع من ياسر المسحل ومحمد النويصر وحافظ المدلج أن يشكروا إدارة الأهلي السعودي على رفعهم لمعنويات ممثل الكرة السعودية في الاجتماعات الآسيوية فالأهلي منحهم قوة الموقف بدلاً من الإشادة بأنفسهم. وأتفق كثيراً فيما قاله الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال بأن صعوبة الدوري الآسيوي تأتي من خلال سياسة الاتحاد الآسيوي المنحازة لفرق شرق القارة، فالبطولة تخوضها فرق غرب آسيا على مدار موسمين وهي مبرمجة من أجل أصحاب العيون الضيقة. شكراً للأهلي وللاتحاد وللهلال على أنهم رفعوا رأس الأندية السعودية في أروقة الاتحاد الآسيوي الذي فقد الرئيس الخليجي القطري محمد بن همام وهو الرجل الذي حورب من اللوبي الشرق آسيوي في داخل الاتحاد لمجرد أنه خليجي.. حتى السركال الإماراتي لم نشاهد له مواقف قوية ومساندة مع المنتخبات والأندية الخليجية ولا أقول يجاملها ولكن على الأقل ينصفها على طريقة (أنا وابن عمي على الغريب).. فالاتحاد الأوروبي يعمل على تطوير لعبته.. وكذلك الاتحاد الأفريقي الذي منح الأندية المصرية كامل مقاعدها في المشاركات الأفريقية دون الالتفات لبيئة الملاعب أو عدد الحضور الجماهيري لأنه لايوجد دوري في مصر أصلاً، إذا المستوى الفني هو المقياس الحقيقي حيث لايوجد في الاتحاد الأفريقي تفرقة بين فرق شمال أفريقيا أو جنوبها لكن الاتحاد الآسيوي لن يتطور الفكر فيه طالما أن الشركات التجارية في شرق القارة هي من يتحكم في كل أموره حتى من بين المرشحين لجائزة أفضل لاعب غابت عن اللاعبين العرب. ولعل القرارات التي أعلنها الاتحاد الآسيوي يوم أمس الأول بخصوص الموافقة على تطبيق نظام الذهاب والإياب في مباريات دور الستة عشر والنهائي في دوري أبطال آسيا بداية من الموسم المقبل يؤكد أن هناك أخطاء تم علاجها بعد أن دفعت الأندية السعودية الثمن وآخرها الاتحاد أمام بوهانج والأهلي أمام أولسان.. كما أن البيان الذي أصدره الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني ونائب رئيس الاتحاد الدولي يؤكد أن الاتحاد الآسيوي يعمل بكل رجاله من أجل إرضاء أندية الشرق وأن الصوت العربي لابد أن يكون مؤثراً في الاتحاد الآسيوي حتى في حفل توزيع الجوائز كانت كل الجوائز لنجوم ومنتخبات شرق آسيا وكان الظلم الأكبر على الأهلي السعودي الذي كان من الواجب أن يحصل على بعض جوائز الاتحاد الآسيوي والأفضل أن يتدخل (فيفا) في وضع حد لتصرفات هذا الاتحاد الشرق آسيوي.