(المبزرة) التلفزيونية الجديدة
بعض البرامج الرياضية الموجهة للشارع الرياضي أصبحت (مبزرة)، وقلة ذوق، وعدم احترام للمشاهد، وتجاوزت خطوط التعصب إلى ما هو أسوأ من ذلك، والبعض الآخر تحول إلى طق حنك، وتكريس للشليلة على طريقة امسك لي واقطع لك، ولاتشكل أي قيمة مضافة للعمل الإعلامي كفرق المؤخرة في الدوري، إن لم تكن تلك البرامج هي اجترار لبرامج توفيت عملياً، ومحاولة إحيائها مجرد تأكيد على أن (ماعندك أحد) يعلم بما يدور في هذه القناة أوتلك، وأن (الطاسة ضايعة)، فما يقال فيها بالأمس يعاد تكريره غداً وكل يوم، وكأن الشباب في هالبلد غبي، وساذج، ولايستطيع أن يميز أو يقيم واقعها، فيما العالم من حولنا يتغير ويتجدد ويعيد صناعة ما يتوافق مع مستقبله، ويحترم المشاهد وذهنيته وقيمه وأخلاقه وتربيته وما يتطلع إليه، وما يريده. والبرامج الرياضية الرائدة والدسمة تعد على أصابع اليد الواحدة، وهي معروفة وتستحق المشاهدة دون محاذير مسبقة، لأنها تحترم أهدافها وهويتها وتوازن بين ما يجب ومالا يجب أن يمر للناس. وبرامج ( المبزرة) التلفزيونية التي تديرها من الألف إلى الياء عقول معطوبة، تظن أنها تحقق شيئا من النجاح حينما تفتح مجالاً واسعاً لهذا النوع من التبزر، والردح والسفه اللفظي، ثم تحاول لملمة الأمور، وهذا التقصد المسيء للمجتمع الذي لايخدم البلد في شيء، ولا يخدم قطاع الشباب والرياضة، ولا المشاهد أياً كان أفقه التفكيري، ومن يظن أن ما يحدث من خلالها مجرد سقطات خفيفة فهو على خطأ، فهذا النوع من البرامج ليس عملاً خلاقاً ولامهنياً ولا مفيداً، وذلك بقدر ما هو استرزاق. إن خطورة هذه البرامج السوقية المنفلته، لاتقل خطراً عن خطورة برامج الجنس التي تتبناها بعض القنوات الإباحية، فكلا الاثنين ضد القيم، ومعول هدم للأخلاق، وضد التربية، ولايخدم الناس في شيء، ويجب أن يتنبه القائمون على تلك القنوات أن هناك خللاً يجب أن يعالج ويصحح، فهم يتحملون إثماً في تصدير هذه المبزرة المتصاعدة للمدارس، وللمنازل والمدرجات وللمجتمع ككل، خصوصا أن المبزرة ليست ليلة واحدة وتعدي، بل أصبحت سمة مستمرة، وكأن البلد يعيش من أجل كرة قدم .