رعاية الشباب .. حذاري من الإعلام
الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية العربية السعودية مطالبة في الوقت الحالي بالحذر من الإعلام الرياضي الموجه اتجاهها نتيجة الإخفاقات المتتالية لمنتخبنا الأول لكرة القدم حتى تستطيع أن تفكر في المستقبل، لأن انشغالها بالإعلام كما هي عادتها سيجعل عملها وقتيا وكأنها تدير أزمة حقيقية وربَّما لم يحدث في تاريخ الرياضة السعودية أن واجهت الطرق والأساليب المستخدمة في إدارة الرياضة لدينا من تحدِّيات مثل تلك التي تواجهه سلباً وإيجاباً حالياً المتمثِّلة بوسائل الإعلام وتحديداً بالقنوات الفضائيَّة ومواقع الإنترنت، صنفت في جوهرها تحدِّيات إدارية ومالية جعلت الرئاسة واللجنة الأولمبية السعودية في وضعها القائم عاجزة عن تقويم وإصلاح الوضع القائم، فهل حقاً بالإمكان تطوير دورها الإداري والفني لتحقِّق نتائج أفضل؟ حيث نطمح إلى عملية تجديد وتطوير في العمل الفني والإداري من خلال إعداد واختيار كوادر وطنية قادرة تقوم بالعمل في الميدان والمجال الرياضي على أكمل وجه، منفتحين على العالم ممتلكين مهارات النقد والمقارنة ما يسمح لهم بالتعلُّم مدى الحياة، وهذا لن يتحقَّق إلاَّ بتهيئة الكوادر المتخصصة من الشباب المبتعثين أو الذين درسوا في الكليات الرياضية المتخصصة برنامج الأمير فيصل بن فهد رحمه الله الذي أبرمه مع كلية التربية البدنية والرياضة بتخصيص مقاعد للرئاسة ليصبح لديهم مهارات لها علاقة بعمليَّة التحليل التأمُّلي والروح النقديَّة في تعاملهم مع وسائل الإعلام وحفزهم على الاعتماد على النفس والشعور بالانتماء وبالمواطنة الحقة .وفي مجالنا عندما تتحدث مع أحد الأعضاء أو الفنيين بالاتحادات الرياضية غير كرة القدم وتذكر له معاناة كرة القدم يقول لك وضعنا أسوأ، بمعنى أن الإعلام لو اقترب من عمل هذه الاتحادات لكشف المستور، ولكن يبقى مؤشر الإخفاق من النتائج غير السارة شاهداً على العصر لاتحاداتنا المختلفة، والحقيقة حتى لانظلم من عملوا في السابق لا يقال بأنَّ ما قدم في السابق معدوم أو غير صحيح بقدر ما هو حاصل من ابتعادنا عن الإنجازات والعمل النوعي الذي نتأمله، حتى تضاءل حضورنا ووقوفنا على منصات التتويج مع مرور الزمن دون وجود إصلاحات حقيقية على أرض الواقع، وإنَّ مجرَّد تفكير الرئاسة واللجنة بالمستقبل يعدُّ الاستعداد الأولي لانطلاقة الخطوة الأولى للرياضة السعودية التي تمر بأزمة فنية وإدارية بحتة، حيث الوقوف بين الواقع التقليديِّ الذي تدار به رياضتنا والمستقبل المطلوب، خطوة أولى تعقبها خطوات تكوِّن حركة التغيير التي تتطلب تحوُّلاً كبيراً يتناسب حجمُه وعمقه مع طول فترة الوقوف مع ذلك الواقع التقليديِّ الذي يدار به العمل الرياضي، ويكاد المنشغلون المشتغلون بالهمِّ والشأن الرياضي يجمعون ويجزمون بأنَّ الرياضة في بلادنا أطالت الوقوف عند الإدارة التقليدية لرياضتنا بعيداً عن التغيير والتطوير الذي يتميز به العمل الرياضي كما يحدث لبعض الدول من حولنا، وأنا لا أدعي أن ما سأقوله حل جذري ولكنه مهم بصفة عاجلة أن يتم وضع خطة عاجلة للإصلاح للواقع الرياضي الذي نعيشه من خلال وضع خطَّة إستراتيجيَّة ذات رؤية وملامح واضحة، وأن تكون مفاتيح التطوير انطلاقاً من الاتحادات الرياضية واللجان العاملة المختلفة بالبعد عن المجاملة في الترشيح من قبل اللجان التي ستقترح الأسماء بدءاً من قيادة الاتحادات الرياضية وعضوية المجالس ولا أرى الأمير نواف بن فيصل بن فهد بصفته الرئيس العام لرعاية الشباب سيكون على دراية كاملة بكل عضو يرشح لعضوية الاتحادات، ولكن حري أن يكون من يقدم من اللجان للعرض عليه في مستوى الحدث والطموح لأن الترشيح للإدارة الرياضية في بلادنا يرتكز على العمل الجماعي المنظم والذي يسعى لتحقيق أهداف مشتركة على مدى وجود قائد يثير سلوك الأفراد ويوجههم نحو تحقيق الأهداف المشتركة للجماعة، ومنظومة العمل الرياضي منظومة جماعية يشترك فيها الأفراد المنتسبون لها لتحقيق غايات وأهداف تحددها السياسة العامة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، لذا فالحاجة للقيادات الرياضية التي تتصف بمهارات القائد الحقيقي الذي ينطبق عليه مفهوم القيادة في توجيه نشاط الاتحاد نحو تحقيق الأهداف تعني الوقوف على الطريق الصحيح، فوضع الشخص المناسب في المكان المناسب هو بداية التصحيح نحو النموذج الرياضي المستشرف مستقبلا.والأيام حبلى بتغييرات وتطوير للعمل الرياضي والشبابي نتمنى أن يرتقي لمستوى التطلعات والطموحات.