كفاية (وجع قلب)
سموها ماشئتم (دورة الدموع) مقصلة المدربين .. دورة (الفضائيات) دورة (الشيوخ) وتصريحاتهم التي فاقت في عددها نجوم المستطيل الأخضر .. ومهما كثرت مسميات وألقاب دورة الخليج العربي لكرة القدم التي تجاوزت الأربعين سنة في عمرها ولاتزال في ريعان شبابها من حيث الإثارة التي وصلت إلى البكاء في المدرجات وداخل الملعب من جماهير ولاعبين وإداريين ومدربين كانت الشعار الأبرز لدورة خليجي 21 التي اختتمت في البحرين أمس الجمعة في ليلة استمر فيها البكاء وتواصلت فيها الدموع .. دموع فرح للفائز .. ودموع حزن للخاسر .. هذه هي دورة الخليج تراث يجب أن يترك كما هو بدون رتوش أو تعديل وقد تكون هذه حلاوتها ولعل أجمل خبر سمعته في هذه الدورة أنها أقالت المغرور المتعجرف الهولندي ريكارد تأكيداً على أن رب ضارة نافعة .. ورحم الله أيام المدرب بيسيرو. وعلى طريقة المثل الشعبي الذي يقول إن (العروسة للعريس .. والجري للمتاعيس) .. ويوم أمس في حفل الختام وبعد المباراة النهائية كان العريس واحد والعروس هي كأس الخليج .. أما المتاعيس فقد كان المنتخب السعودي على رأسهم ومن بعده القطري والعماني والذين فشلوا في إضافة لقب آخر لرصيدهم .. أما المنتخب البحريني فقد كان الأشد إيلاماً بعد أن خرج حتى وإن كان برأس مرفوعة وبأخطاء تحكيمية فادحة من بطولة على أرضه كانت في متناول يده ليكمل الدورة الحادية والعشرين بدون لقب .. أما المنتخب اليمني فقد أدى الواجب قياساً بالظروف التي تمر بهم وعلى الاتحاد اليمني الاستفادة من التجربة العمانية فالكرة اليمنية تملك البنية والمدرب البلجيكي الذي تعامل مع الموضوع بجدية المطلوب الحفاظ عليه لمستقبل أفضل .. أما المنطق فقد فرض نفسه في النهائي بوصول الإمارات والعراق وهما اللذان حصدا العلامة الكاملة في الدور التمهيدي .. ولعل وصولهما كان من بوابة الكويت الحصينة والمتمرسة بهدف تاريخي للأسمراني أحمد خليل في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة التي كانت وجبة كروية دسمة مع مباراة العراق والبحرين والتي انحبست فيها الأنفاس حتى ضربات القلب الأخيرة والتي كان بطلها حارس العراق المغوار نور صبري الذي صد وسجل .. وقذف بأصحاب الأرض خارج أسوار البطولة في يوم كانت فيه الدموع ساخنة من جماهير البحرين ولاعبيها ومن كالديرون وأيضاً كانت دموع الفرح من نور صبري ويونس محمود .. أما دموع القصير المكير الإماراتي إسماعيل مطر فقد كانت بعد الفوز على الكويت شاهداً على روح الأسرة الواحدة في المنتخب الأبيض. وعلى طاري المدرب الوطني فإن لي كلمة في هذا الموضوع أنا شخصياً لايهمني جنسية أو هوية المدرب المهم ماذا يقدم من عمل وأختلف مع الكثير من الذين ذهبوا بأن المدرب الوطني هو الأنسب للمنتخبات الخليجية ونجاح مهدي الإمارات أو حكيم العراق لا يعني أن نلغي أهمية وجود المدربين الأجانب الذين تركوا بصمات كبيرة على الكرة في المنطقة الخليجية والعربية .. لماذا نبالغ في وصف ومدح المدرب الوطني وننسى أن هناك مدربين أجانب عمالقة ساهموا في تطوير الكرة الخليجية .. أرجع وأقول لاتنظروا لهوية المدرب، المهم أن يقيم من خلال عمله ومرحباً به إن كان ابن الوطن .. ولنا في أشهر الفرق الأوروبية العريقة مثال حي والتي يدربها أسماء من دول أخرى ولم ينظروا إليهم على أنهم أجانب أو أبناء البلد. دورة الخليج فعلاً اسمحوا لي أن أطلق عليها دورة (تعور القلب) فكل المتاعيس الذين خرجوا بلا بطولة حتى صاحب المركز الثاني تبقى في قلوبهم حسرة الخسارة ودمعة ساخنة .. ولعل من افتتح الدموع في دورة 21 ذلك المشجع السعودي الذي ذرف الدمع دون أن يعرف أنه أمام الكاميرا بعد خسارة الأخضر أمام الكويت .. وبعد هذه اللقطة تواصلت الدموع حتى في البرامج الفضائية كان الزميل الإماراتي عبدالرحمن محمد كابتن المنتخب الإماراتي السابق في برنامج المجلس في قناة الدوري والكأس القطرية بعد فوز منتخب بلاده على الكويت في نصف النهائي. أعود لمنتخب بلادي الأخضر الحزين .. ويعلم الله أنني لا أبحث عن بطولة شخصية .. والأخ محمد المسحل شاهد على كلامي فقد اقترحت عليه بالمشاركة في دورة الخليج بالمنتخب الأولمبي الذي أبدع وأبهر وقلت له غامروا مرة واحدة من أجل مستقبل الكرة السعودية وكانت إجابته نخشى على هذا المنتخب الشاب أن تحرقه دورة الخليج وقلت له حتى لو خسروا لن نحزن على الأقل أنهم مستقبل الكرة السعودية .. ولكن لم يستجب أحد .. وكنت دائماً ومن سنوات طويلة وأعوذ بالله من كلمة أنا ومن لايصدق عليه أن يعود إلى اليوتيوب بالصوت والصورة فقد طالبت بأن تطبق الكرة السعودية (التجربة الغانية) والتي اعتمدها اتحاد الكرة في غانا وهي التصعيد الجماعي من ناشئين إلى شباب إلى أولمبي إلى أول وهذا ما تقوم به الكرة الإماراتية حالياً، أما عندنا في الكرة السعودية أليس من حقي أن أتساءل أين تبخر لاعبو المنتخب الأولمبي ولماذا لانتعلم من تجارب الآخرين وعندما نقول أي رأي للكرة فإن هناك من يطلق علينا (هب ودب) وأن الإعلاميين لم يسبق لهم أن لعبوا وليس من حقهم أن يدلوا بآرائهم .. وأخيراً شاهد الجميع مهزلة الأخضر في البحرين 21 بقيادة ريكارد ولاعبين تشبعوا بالملايين والشهرة .. أقول حرام كفاية ولابد أن نتعامل مع المشاركات المقبلة للأخضر بشكل جديد ومنح الفرصة للشباب .. وكفاية (وجع قلب).