نجاح جيل عموري
يعكس الأداء الجماعي الجميل للاعبي منتخب الإمارات الشقيق لكرة القدم في مبارياته في خليجي (21) المستوى العالي في إعدادهم المتكامل واستيعاب التدريب البدني والفني والخططي، وقدرتهم على تطوير مستوياتهم وقبل ذلك منافساتهم وفريق يقوم عليه رجال متخصصون ينظرون للمستقبل غالبا سيكون النجاح والإنجازات حليفه، وهذا ما تحقق لمنتخب الإمارات بفوزه بكأس خليجي (21) دون خسارة ذلك هو نتاج عمل وفكر احترافي جاد وشاق مخطط له من المدربين والأجهزة الفنية والإدارية للاتحاد الإماراتي، حيث اتضحت الجهود والأساليب الحديثة في إعداده عبر سنوات من خلال المشاركة به في بطولات خليجية وآسيوية وأولمبية دون الاستعجال في النتائج أو الحكم المبكر على عناصره لإتاحة الفرصة لهم للتفرغ للإبداع وزيادة فاعليتهم وتجانسهم خلال المباريات وفي البرازيل على سبيل المثال لا الحصر عندما سئل الخبير مولر عن سر تميز البرازيل كرويا قال: هي قناعة المجتمع البرازيلي بالكرة ودعمها وهذا ما شاهدناه من قبل الأشقاء في الإمارات الكل ساهم في الإنجاز إعلام وطني واضح وداعم غير مشوه للحقائق ووقفة شعبية جادة مع منتخبها مواطن قادر على الدعم المالي والآخر الدعم المعنوي والتشجيع والواقع الذي يعرفه كل رياضي سعودي وبالأخص العاملين في مجال كرة القدم يدركون بأن لدينا لاعبين يفوقون قدرات لاعبي الإمارات مع احترامي وتقديري لهم ولكن من يصنع الفرق العمل الاحترافي المنظم طالبنا مرارا الاعتماد على جيل الشباب كما هو حال منتخب الإمارات عندما خططوا وصبروا ولكن لا حياة لمن تنادي حيث جاءت أصوات إعلام الأندية أقوى فيما كان منتخبنا الشاب الذي تأهل لنهائيات كأس العالم في كولومبيا يملك عناصر متميزة ويلعب كرة حديثة وكان محل تقدير خبراء اللعبة ولكن تم العمل على التقليل من هذه المجموعة والتشكيك في قدرات المدرب القروني دون إعطائه الفرصة كاملة لخوض التجربة فكان الإحباط في تصفيات آسيا بالكويت عندما تم توليف منتخب أقرب ما يقال عنه رمزي وخرج خال الوفاض. والواقع يقول إن الاعتماد على الشباب هو سر النجاح في ظل وجود لاعبين تعالوا على الكرة فضلا عن ضعف مهاراتهم، فكان لإعلامنا دور في الإخفاق عندما لهث إلى الأخبار تحت دعوى السبق الإخباري أو الانفراد الخبري على حساب دقة المعلومات وخاصة بعد الانتشار الكبير للإعلام الرياضي بكل أنواعه المسموع والمقروء مما أدى إلى فقد السيطرة ولا أقل من ذلك ما ترتب عليه من أحداث الخلاف المفتعل بين قائد المنتخب السعودي ياسر القحطاني والكابتن فهد الهريفي، كل هذه التقارير المتناقضة الثانوية لا علاقة لها بالكرة مما أثار البلبلة والفتن بين لاعبينا، بل إن ما حدث في الإعلام هو حرب الفضائيات لخدمة المصالح الشخصية مما ساهم في نشوء جماعة المتعصبين للأندية الذين أصبحوا يفرقون بين لاعب وآخر حسب انتمائه للأهلي أو الهلال أو النصر أو الاتحاد أو الشباب وذلك بتحريض وتشجيع جماعات التعصب بالفضائيات في الإعلام الصارخ الذي وصل إلى حد السخرية والسباب على الهواء واليوم فإن ما يعانيه المجتمع الرياضي من تعصب واحتقان بسبب صحف الأندية التي تحتاج إلى وقفة وتدخل حاسم من الجهات المختصة بالعمل على القضاء عليها لأن ما يصلح في أوروبا والدول الغربية لا يصلح في السعودية مع تبني سياسة الردع والمحاسبة لكل من يخالف التقاليد والمواثيق الصحفية والعمل على التواصل لإيجاد قوانين تعالج الأمر إن لم تكن موجودة، ولأن كل مواطن وكل رياضي بحاجة إلى منتخب يشرفنا في كل محفل فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة الكابتن أحمد عيد الذي لا أرى أن فيه من هو أفضل منه في المرحلة الحالية بأن يعمل بخبرته وبمعاونة مجلس إدارته على التخطيط السليم المبني على النظرة المستقبلية لكرة القدم السعودية التي عانت من فقد السيطرة على خططها وبرامجها عندما تفرغت للإعلام (إعلام الأندية).