والكأس يرجع دولابه
وتأبى البطولة المفضلة للهلال وهي كأس ولي العهد إلا أن تعود إلى معشوقها المفضل وعريسها الزعيم الهلال الذي لا يزال في نفس الوقت يحتفظ بحظوظ المنافسة على بطولة الدوري رغم تأخره عن الفتح المتصدر بـ7 نقاط.. كانت ليلة أمس ليلة كروية سعودية من نوع خاص وكان النهائي أسطورياً للتاريخ بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فهو النهائي الأول لمسابقة كأس ولي العهد بحضور الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي شرف الرياضيين برعايته الأبوية للمباراة التي أوفت بكل الوعود حتى قبل بدايتها بأكثر من أربع ساعات من خلال الزحف الجماهيري الهائل لمدرجات ملعب الملك فهد في العاصمة، وكان بالفعل التشجيع مثاليا رغم أن أطباء القلب يحذرون من مثل هذه النوعية من المباريات والله يحفظ ويسلم الجميع، وأذكر أن لي صديق نصراوي وآخر هلالي كانا يتحدثان معي قبل المباراة وأعرف أنهما سبق وأن تعرضا لأزمات قلبية ولم أتردد في نصحهما بالابتعاد عن مشاهدة المباراة على الهواء.. وبالفعل كانت النصيحة في محلها فالهلال تقدم بضربة جزاء من الشلهوب في الدقيقة الأخيرة كانت بقرار جريء من الحكم الإيطالي الذي كان أحد نجوم المباراة ولم تستمر الفرحة الهلالية لأكثر من ثوان معدودة حتى ظهر المهاجم النصراوي حسن الراهب ليتخذ قرارا بتمديد المباراة إلى ضربات القلب الترجيحية والتي ابتسم فيها الحظ للموج الأزرق رغم أن المبادرة كان من المفترض أن تكون لصالح النصر نفسياً على اعتبار أنه هو المتعادل ولكن لازم النصر سوء الطالع على أقدام المحترفين حسني عبدربه واليوناني أنجليوس رغم أن محمد مسعد كاد أن يضع الهلال في موقف محرج إلا أن ياسر القحطاني والشلهوب لم يخذلا جماهيرهم وكانت الضربة الحاسمة من قدم النجم نواف العابد الذي صنع الفارق في الشوط الثاني من خلال تسببه في ضربة الجزاء وخسارة النصر أمس لا تقلل من الإبداع النصراوي في النصف ساعة الإضافية ولكنها كرة القدم والنهائي لا بد من أن يفرح فريق ويخسر آخر. الغريب أن من أهدر الفوز على النصر هما المحترفان وخاصة اليوناني الجديد الذي سدد برعونة.. ولكن مباراة الأمس بعيدا عن الترجيح كانت مباراة الحراس وخاصة العنزي الذي أبدع حتى في صد ترجيحية مسعد فأكمل جميله لكن زملاءه لم يساعدوه ولم يكن بالإمكان يا عنزي أفضل مما كان.. لكن خبرة الهلال هي التي حسمت الأمور وهذا ما كنت أتوقعه قبل المباراة من خلال تواصلي مع بعض الجماهير عبر الجوال. أعود وأكرر أن جماهير الفريقين استحقت النجومية الكاملة في كل شيء.. وحتى الحكم الايطالي مع مساعديه كانوا نجوماً وفرضوا سيطرتهم على كل صغيرة وكبيرة في المباراة.. ولا أدري هل سيخرج علينا أحد وينتقد الطاقم الإيطالي الذي احتسب فيه حكم الساحة ضربة جزاء هلالية هي صحيحة بلاشك ولكن هذه اللقطة أظهرت شجاعة الحكم ولو كان أحد الحكام المحليين في نفس الموقف لتعرض لورطة لن يخرج منها طوال الدهر. عودة الشلهوب كانت خبراً سعيدا لهذا النجم الخلوق الذي أجمعت كل الجماهير على محبته بكافة ميولها.. وحسين عبدالغني أيضا أمس كان في الموعد أداء وخلقاً.. وكان النهائي من أول ثانية إلى آخر ثانية يستحق أن يطلق عليه النهائي الأسطوري.. وحسن الراهب رفض أمس أن يكون ضيف شرف لكن حسني وأنجليوس رفضا هدية الراهب بالتمديد.. شكرا لكل اللاعبين.. ومبروك لرئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي نجح في إخراج فريقه من أزمة الخسارة الدورية من أمام الشباب.. وأقول لرئيس النصر الأمير فيصل بن تركي لا تحزن فقد قدمت فريقاً يستحق الاحترام ونصراً جديدا من خلال صبرك ودعمك وليس كل مجتهد بمصيب..أنا شخصياً استمتعت بالنهائي التاريخي وأزعم أن الملايين في الوطن العربي قد استمتعوا بالنهائي الذي أعلن أن البطولة هلالية بكل لغات العالم خاصة وأن القناة الرياضية نقلت المباراة بالتعليق العربي والإنجليزي والفرنسي.. والواضح أن الهلال كسب المباراة بالتخصص والأمور النفسية أكثر من العوامل الفنية. خالد قاضي