النصر والهلال (ضحية) لجنة المسابقات
حذرنا منذ سنوات طويلة من خطورة وسلبيات تداخل المسابقات المحلية بعضها في بعض ولم يلتفت أحد وكأننا ننفخ في قربة مخروقة .. وقد يعارضني أحد ويقول إن في المسابقات الأوروبية تداخلات في المسابقات المحلية ولكن لاننسى أن هناك احترافية وبرمجة مسبقة في المسابقات الأوروبية قد لاتتغير ولاتتبدل لخمس سنوات مقبلة أما نحن (الله بالخير) فقد يتوقف لدينا الدوري السعودي فجأة وبدون سابق إنذار بطلب من مدرب منتخب أو معسكر منتخب رديف أو رغبة مسؤول في اتحاد الكرة .. وإذا أردنا أن نطبق كل الأنظمة في البطولات الأوروبية المحلية فإن علينا أن نطبقها بشكل كامل ولا نأخذ مايعجبنا ونترك البقية. هذه مقدمة لما أريد أن أخوض فيه من خلال هذه السطور بأن فريقي النصر والهلال وقعا ضحية العشوائية والارتجالية الموجودة في لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم وهي عشوائية متراكمة وليست وليدة اليوم .. فمثلاً تداخل مسابقة كأس ولي العهد في معمعة الدوري كانت سببا رئيسيا في خسارة النصر في الكويت من العربي وخروجه غير المنتظر من البطولة العربية .. وكذلك خسارة الهلال في أول المشوار الآسيوي أمام العين الاماراتي وكلتا المباراتين كانتا خارج الديار في الكويت والإمارات .. وإذا كانت لجنة المسابقات في اتحاد الكرة السعودي كانت تعرف أن النصر لديه ارتباط خارجي وكذلك الهلال في يوم الأربعاء فهذه مصيبة، وإذا كانت لاتدري فالمصيبة أعظم .. خاصة وأن الفرق السعودية التي لها ارتباطات خارجية دائماً ماتكون مرشحة للعب على النهائيات .. فالنهائي الكبير الذي جمع بين النصر والهلال على كأس ولي العهد كان يوم الجمعة الماضي أي قبل سفر الفريقين بثلاثة أيام ونظراً لأن الفريقين قدما مباراة ماراثونية على كأس ولي العهد امتدت لـ120 دقيقة وضربات ترجيح واستنفاد كامل لقوة الفريقين الفنية والنفسية والبدنية .. وحتى تكون الصورة واضحة للجميع فقد يقول أحد إن موعد المباريات النهائية تحدد من الجهات المختصة والمعنية فإن هذا كلام مردود لأن اتحاد الكرة هو من يحدد بداية المسابقة وهو من يقترح ثلاثة مواعيد لإقامة النهائي. إذاً على لجنة المسابقات الحالية أن تعترف بأنها أحرجت الهلال والنصر .. ولي مع لجنة المسابقات مواقف كثيرة ولكن كما سبق وأن ذكرت (أذن من طين وأذن من عجين) وليس عندي مواقف خاصة ضد لجنة معينة أو رئيس لجنة باسمه ولكني أقيم عملا ولاعلاقتي لي بالأسماء أو الأشخاص .. وكم جنت لجنة المسابقات على الأندية السعودية والمنتخبات السعودية والأدلة (حدث ولا حرج) فالمنتخب السعودي الأول نفسه كان ضحية لجنة المسابقات في عام 2002م عندما أقامت نهائي الدوري في جدة بين الاتحاد والهلال والتي أطلق عليها (مهزلة أبوزندة الشهيرة) وبعدها بأسبوع لعب المنتخب السعودي أمام ألمانيا في افتتاحية نهائيات كأس العالم ويومها حدثت الهزيمة التاريخية 0ـ8 عندما اندلعت الخلافات بين نجوم الهلال والاتحاد والذين كان معظمهم يمثلون النسبة الأكبر في تشكيلة المنتخب السعودي. الهلال الذي لعب أمام العين لم يكن هلالنا الذي نعرفه صاحب هيبة وكاريزما داخل الملعب .. والنصر الذي قابل العربي مرهقاً ومحبطاً لم يكن بذلك النصر الذي تفوق على العربي في الرياض. وطالما أن الحديث عن لجان المسابقات فلن أستثني لجان المسابقات في الاتحاد العربي واللجنة التنظيمية الخليجية من الانتقادات المنطقية التي أرى أنها تتعمد محاربة الحضور الجماهيري لمسابقاتها، فهي تعلم إذا كانت تعلم بالفعل أن يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين كانا مخصصين لإقامة مباريات الجولة الآسيوية الأولى .. ومع ذلك وضعت مبارياتها الخليجية والعربية في نفس اليوم .. فمثلاً مباراتي نجران أمام المحرق البحريني والفيصلي أمام بني ياس لم يشاهدهما كثير من الجماهير .. وكان من المنطق أن تقام مباريات الخليجية والعربية في أيام أخرى. وبقدر ماحزنت شخصيا لخسارة النصر على اعتبار أنها خروج من بطولة على يد العربي الكويتي والتي جاءت بمثابة ضربتين في الرأس بعد الخسارة أمام الهلال في نهائي كأس ولي العهد إلا أنني لا أقر أبداً تصرفات مدرب النصر ولاعبيه بعد المباراة .. والتصرف الصبياني من لاعب النصر سعود حمود والذي قوبل بعقوبة صارمة من إدارة الأمير فيصل بن تركي المثالية والواعية. وإن كانت خسارة الهلال قابلة للتعويض في المشوار الآسيوي إلا أن خسارة النصر كانت (ما تترقع) وسامح الله لجنة المسابقات في اتحادنا المنتخب والذي أتمنى أن تتفاعل مع الأحداث وتقرأ الجداول الآسيوية والارتباطات الخارجية وتضع أفضل الحلول من أجل تمثيل أفضل ومريح للأندية السعودية، فاتحاد أي كرة في العالم هو مسؤول أيضاً عن الأندية وليس مسؤولا عن المنتخب .. ولكن الذي نلاحظه في الاتحاد السعودي دائماً أن الإنجازات تسجل له مع المنتخب وعندما يسقط المنتخب فإن الأندية تتحمل المسؤولية.