2013-04-20 | 06:57 مقالات

لن يستمر الفتح بدون المال

مشاركة الخبر      

عندما يؤكد النقاد وأنا واحد منهم بأن فوز الفتح الحساوي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين لهذا الموسم (مفاجأة)، فإن هذا التعبير لايقلل من العمل الفني والإداري للفريق الفتحاوي (العصامي) القادم من الثانية والأولى، لأن كلمة مفاجأة في اللغة تعني حدوث الأمر غير المتوقع ولاينقص من جهد صاحبه، وبالفعل أكرر وأقول بأن ماحققه الفتح هو معجزة ومفاجأة بكل المقاييس، وربما لايتكرر مثل هذا الإنجاز بسهولة في المواسم المقبلة، واعترض كثيراً على كل من حاول أن يلغي دور(القوة المالية) في تحقيق الإنجازات أو يهمش لغة المال في صناعة البطولات والأمجاد، والكثير من النقاد ذهب إلى ماهو أكبر لدرجة أنهم صنفوا الفتح من درجة الأهلي والاتحاد والهلال والنصر والشباب، وأن الفتح هزم كل القوة المالية وحقق ماعجزت عنه الأندية الثرية بأموالها ومواردها وبشخصياتها الاعتبارية الداعمة .. وهذا أمر يجانب الصواب، لأن فوز الفتح بالدوري لايعني أن الفتح أصبح من الكبار، وإن كنت أتمنى أن يؤكد الفتحاويون ذلك في المواسم المقبلة، أما الحكم عليه من أول بطولة فهذا أمر سابق لأوانه .. والفارق كبير بين أول سنة بطولة وبين أندية مثل الأهلي أو الهلال أو الاتحاد أو الشباب أو النصر حققت تاريخاً حافلاً من البطولات، ووضع الفتح معها على نفس الدرجة فيه مبالغة قد تضر بالفتح أكثر من غيره. مخطئ كثيراً من يعتقد أن الفتح ببطولة الدوري حطم نظرية المال يصنع المعجزات، وهي بالفعل نظرية صحيحة وسوف أضرب أمثلة رياضية في مجالنا الكروي، فالمال عندما كان العضو الاتحادي الداعم عبدالمحسن آل الشيخ يضخ في ميزانية الاتحاد بالملايين نجح الاتحاد في تحقيق البطولات التي عجز عن تحقيقها طوال تاريخه وبلغ العالمية وحقق الآسيوية أكثر من مرة ناهيك عن بطولات عربية وخليجية، والهلال في معظم فتراته كان للغة المال دور كبير في حصول الهلال على البطولات والذهب من خلال استقدام لاعبين محليين وأجانب على مستوى رفيع، وفي السنوات الأخيرة حقق الهلال بطولة الدوري مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد في الموسم قبل الماضي عندما كانت خزينة الهلال عامرة بالملايين من الدولارات، ويومها استقطب الهلال السويدي ويلهامسون والروماني رادوي والبرازيلي نيفيز والمدرب البلجيكي جريتس وحقق الدوري بسهولة، والشباب في الموسم الماضي وبدعم مالي سخي من الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان حقق الدوري، والنصر بدعم الأمير فيصل بن تركي استعاد بريقه وإن خانه الحظ في البطولات ولكنه عاد، والأهلي بدعم سخي من رجل كل المراحل الأمير خالد بن عبدالله عاد للبطولات وحقق كأس الملك مرتين بعد طول غياب ونافس على الدوري حتى آخر رمق وقبلها حقق العربية والخليجية، وفي الموسم الماضي بلغ النهائي الآسيوي الكبير، وهو الدعم المالي الذي قدمه الأمير خالد وبسببه استطاع الأهلي التعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى كبير، وكذلك استقطاب لاعبين بارزين من أندية أخرى، ولولا الدعم المالي لما تمكن الأهلي من إنشاء أكاديمية كروية على مستوى عالمي .. وبعد ذلك يخرج علينا من يضع الفتح في مصاف الأندية الكبيرة بتاريخها، نعم الفتح دق واقتحم باب الكبار، ولكن المسؤولية القادمة عليه أصعب تأكيداً للمقولة التي تقول بأن المحافظة على القمة أسهل بكثير من الوصول إليها، ولاشك أن إدارة الفتح تدرك هذا الأمر جيداً، فالعيون الغنية سوف تكون مفتوحة عليها في الموسم المقبل ألف مرة، والمدرب فتحي الجبال لاشك أنه سيتعرض لإغراءات مالية كبيرة وكذلك نجومه الأجانب والمحليون، وهذا مما يجعل إدارة الفتح التي صرفت أقل في الموسم الماضي (مجبر أخاك لابطل) على مضاعفة ميزانية المصاريف عشرة أضعاف ماصرف على بطولة الدوري هذا الموسم، فالضغوط ستكون كبيرة عليها .. وعندها فقط سوف يدرك كل من همش القوة المالية بأنها هي سر مواصلة البطولات والانتصارات وليس من أجل بطولة واحدة، ولولا الملايين والمال لما واصل الهلال والاتحاد والأهلي والنصر وكسب هذه الشعبية الجماهيرية من خلال الاستمرارية في البطولات منذ 70 عاماً أو أكثر. لا أدري لماذا نحن انفعاليون في عواطفنا؟ .. إذا مدحنا فريقاً بالغناء في ذلك حتى لو اضطرنا الأمر إلى إلغاء نظريات ثابتة في الرياضة والاقتصاد، ولايعتقد أحد أنني أسعى لإحباط إنجاز الفتح وأنني ضد إنجازه وأفراحه، بالعكس ماتحقق شيء يشكرون عليه، ولكن لابد من القول بأن القادم أصعب، ومن طرق باب الكبار فليكن جاهزاً لمجاراتهم، متمنياً أن لايكون إنجاز الفتح (بيضة ديك)، وأن لايكون أرنب السباق الذي يفوز بالسبق مرة واحدة ويختفي عن الأنظار.