2013-05-03 | 09:51 مقالات

نجيب الزامل في ندوة الوفاء

مشاركة الخبر      

مساء الأربعاء الماضي.. وفي أمسية جديدة من أمسيات (ندوة الوفاء) التي ظلت تنعم برعاية واهتمام عميدها أخي الشيخ أحمد بن محمد باجنيد.. في لقاء ثقافي في (صالونه) العامر.. في تلك الليلة الماطرة بـ (رذاذ) جميل حضر ضيف مختلف.. تيقنت من ذلك بعد أن كلفت بإدارة الأمسية وتقديم الضيف.. نشاطه كبير وتقلد مناصب عديدة في القطاع الخاص وفي الحكومي أيضاً وأهم تلك المناصب عضويته في مجلس الشورى.. ومع ذلك إياك أن تسأله عن سيرته الذاتية لأنه يرى أنها لا تدل على الإنسان وإنما الإنسان هو من يدل على نفسه.. ضيف تلك الأمسية كاتب مفكر.. أو كما يحب (يحاول أن يفكر).. وهذه لا تلغي الأولى وإنما تؤكدها وتضيف إليها استمرارية التفكير. نجيب الزامل كان هو الضيف.. لوحة فنية تشكلت بألوان ثقافية متنوعة متمردة على (الإطار).. رحت أقرأها لأقدمها للحضور فتوقفت عند جوانب مثيرة.. نجيب الزامل لديه القدرة على أن يشدك إلى ما يقول لأن جمله وعباراته (مبرمجة) على إيقاعات القلوب.. ويا لمعاناة هذه القلوب الحية حين يعزف على أوتارها (موهوب).. تكونت ذائقته الثقافية على يد (أحسائي) أو (حساوي) كما يفضلون.. أخذ بيده وشجعه في بداياته.. يراه واحداً من كبار الأدباء العرب أمثال طه حسين والعقاد وغيرهما ممن أبدعوا في الأدب العربي.. كان هذا الرجل يجيد التحدث بعدة لغات.. وظل هذا الطالب (النجيب) يتواصل معه هاتفيا لمدة تزيد عن 10 سنوات دون أن يعرف اسمه إلا قبل وفاته بعامين. كل ما يعرفه عنه هو أنه أديب كبير ولديه (دكان) صغير في السوق.. إنه "صاحب أكبر عقل عرفه في حياته.. هكذا يقول وما زال إلى اليوم يتذكر وقفاته وتشجيعه المستمر له في بداياته، على الرغم من وفاته قبل قرابة الـ 14 عاما. بعدها، يخرج نجيب الزامل ليقول لنا إن كثيراً من الفلاسفة الحقيقيين ولدوا في الأحساء. (تبغوا الصدق أنا معاه).. وسأستشهد بشخص التقيته أخيراً إنه الدكتور أحمد الشعيبي المدير العام الجديد لمعهد الإدارة العامة.. عقلية أحسائية بلغت المعالي بعلمها وفكرها وإنسانيتها قبل أن تنالها لقباً.. وأحسب أنها قادرة على أن تحقق نقلة نوعية في دور المعهد الرئيس في التنمية الإدارية.. ثم ـ يا قوم ـ لا تذهبوا بعيداً فها هو الفتح يتفوق على الأندية الكروية الكبيرة بإمكاناتها المالية ومحترفيها ونفوذها ويحقق بطولة الدوري.. أجزم أن ذلك الفيلسوف الذي أسهم في صناعة هذا المفكر (النجيب).. ضيفنا الحبيب، قد أسهم أيضاً في تحقيق الفتح لبطولة الدوري. إنها إذاً مدرسة الأحساء بفلاسفتها تشكل شخصية نجيب الزامل فنراه طبيعياً بسيطاً يقول ما يشعر به ويؤمن به.. ربما سمع بمقولة غاندي: (كن أنت).. ولكنها حتماً لم تكن إلا لتؤكد شخصيته التي أظهرت قدرته في التأثير في الآخرين.. إنه نجيب الزامل .. إنسان لا يكذب ولكنه يتجمل.. حبه للأحساء وأهلها دفعه لإنشاء جمعية تطوعية فيها تضم مجموعة من الشباب والشابات سميت بـ "فريق أولاد وبنات الأحساء التطوعي"، وهذه الجمعية تابعة لجمعية العمل التطوعي في الدمام. إيمانه بالإضافة الكبرى للعمل التطوعي ومساهمته في تطوير الإدارات الحكومية يبدو واضحاً عبر كل النداءات التي يطلقها هنا وهناك داعياً إلى تبني هذا الفريق ودعمه حتى يكون فاعلا أكثر ويقوم بدور أكبر لخدمة المجتمع، لافتاً إلى اتساع ميدان العمل التطوعي بعد تقبل الجهات الحكومية له وتقديرها لاسهاماته وجهوده في تطويرها، مؤكداً أن الإنسان يبدع في العمل التطوعي لأنه يعمل وهو مؤمن به.. يدفعه إلى ذلك الانتماء للجماعة وحب عمل الخير. احترت ماذا أقول وماذا أدع لأقدم سيرته الذاتية التي يفضل أن يتركها لكل متابعيه يقرؤونها كما يحلو لهم.. قبل أن أدعه يقدم نفسه كما يحلو له.. وأترك الحاضرين ليتداخلوا معه ويسألوه.. هكذا أراد أن يكون ذلك اللقاء.. "خواطر وحوارات اجتماعية" في تلك الأمسية الجميلة من أمسيات (ندوة الوفاء).. لم ننته.. سنتواصل.. إلى اللقاء.