2013-05-17 | 08:42 مقالات

الجاهل

مشاركة الخبر      

يوم الثلاثاء الماضي وفي عموده اليومي في الزميلة (الشرق الأوسط) أشار الكاتب الكبير عماد الدين أديب إلى ثلاث صفات إنسانية يرى أنها وراء هذه الحال (المائلة) التي نعيشها.. أولى تلك الصفات (الخيانة)، وثانيتها (الغباء) وثالثتها(الجهل). لن أعيد كل ما قاله أستاذنا القدير وبإمكانكم أن تعودوا لقراءته (بضغطة زر). وعلى الرغم من أن الصفات الثلاث تصيبني مثل صاحبنا (الأديب) (بحالة من الغضب والجنون).. إلا أن الأخيرة قد جعلتني أفكر في التوجه إلى (الطائف) على أجد من يعالج (جنوني) وينقذني من الجهلاء. نعم أتفق معك ـ يا صديقي العزيز ـ في أن الجهلاء هم آفة هذا العصر، وأن أولى علاماتهم أنهم يدعون المعرفة في كل شيء، سواء كان في تخصصهم أو حتى في (الفلك).. يعني (بتوع كله) يا أديب.. وليت الجهل بقي في رؤوس النخبة.. بل امتد ووصل لأؤلئك الذي (يتمسحون) بهم ليشتروا مكانة تمنحهم ليس فقط إعجاباً مصطنعاً من قبل بعض المنافقين؛ بل وعوائد مالية كبيرة مقابل عمل (مظهري) لا يغني ولا يسمن من جوع. هل تعرف لماذا يتقدم هؤلاء ويحققون طموحاتهم في الوصول إلى الصدارة رغم أنهم غارقون في (الشكلية) جاهلون لما ينفع ويفيد ويحقق الجديد الذي وصلت إليه الشعوب الواعية؟.. السبب يا سيدي في غياب (المعايير المهنية) التي يقيم على أساسها العمل.. هل سمعتم بمن يطبق معايير مهنية لقياس الإنتاجية؟.. إنها إذاً العلاقات الشخصية تغيب المصلحة العامة، تضعها في المرتبة (العاشرة).. في الدول المتقدمة يستثمرون العلاقات الإنسانية لتعزيز التعاون بين الأفراد وزيادة فاعلية العمل ومعدلات الإنتاج، أما في الدول (الراقدة) فالعلاقات الشخصية تصيب العمل في (مقتل) لأنها تقدم أفراداً غير صالحين على حساب آخرين مبدعين يتمتعون بمؤهلات وإمكانيات أفضل. ولا تسأل يا صاحبي عن تبعات تقلد الجهلاء للمناصب فالكوارث التي نعاني منها هذه الأيام ستزداد لأن أولئك الجهلة قد وصلوا بالفعل وتسلطوا على الإدارة، وهؤلاء ـ كما تقول يا صاحبي ـ سيعملون لوحدهم وسيرفضون الاستعانة بأي خبير متخصص خوفا من افتضاح أمرهم وانكشاف حجم جهلهم. أدعوا الله يا أستاذنا العزيز ألا يسلط علينا جاهلاً خائناً وغبياً في آن واحد، وإن كنت أرى أن هناك علاقة وثيقة بين الأصناف الثلاثة.. إنها مصيبة (ثلاثية الأبعاد).. يا لهوي.. خائن وجاهل وغبي؟.. من تغريداتي على تويتر: لا أحد يقرأ ولا حتى يريد أن يفهم.. الكل مشغول بالوصول.. والطريق مفتوح بلا (ساهر).. فلماذا لا يصلون بسرعة فيما الناس يُقتلون في الطريق؟.