2013-06-07 | 19:04 مقالات

الدموع.. لا تكفي

مشاركة الخبر      

صباح الأمس.. التاسعة تحديداً كنت في محل القهوة آخذ كوب (الخميس) مع (فطيرة التفاح) المفضلة لدي.. أكيف بهما (مزاجاً) للعمل الذي بات يشبعني أكثر من أي شيء. يقولون العمل عبادة.. يستنتجون ذلك من فهم واضح لنصوص الدين التي تحث عليه.. تخرج من بيتك لتعمل.. تحمل قلماً أو فأساً.. لا فرق هنا طالما أنك تسعى لتأمين قوتك، ولا تتكل على الناس.. تسألهم فيعطوك أو يمنعوك.. اللهم ارزقنا الإخلاص في العمل.. إنه المعيار الصحيح للإيمان.. بدون عمل لا وجود للإيمان لأنه (قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان). جميل جداً أن تستهل صباحك بمثل هذه التذكرة.. خاصة حين تعيش (غيبوبة) عن ذلك الذي خلقت من أجله.. تكف هذه الجوارح عما يمنحها الشرف الإلهي بأن تكون (ربانية).. تطلقها في تلك السبل التي تسلمها للضنك، تأتمر لهذا الهوى.. يقودها إلى طرقات الشيطان.. والشيطان هنا.. ذكرته فأتى.. صورته يحملها (التلفاز) لكل بيت ومطعم ومقهى.. الشيطان ليس (بشار) وحده.. الشيطان (حزب) و(دولة) ينصران من يقتل شعبه. ونحن؟ لا تسألني يا صاحبي.. فأنا أعيش غيبوبة عن كل ما يجري.. رغم امتداد المعاناة وزيادة القتل وبشاعته.. ما زلت آتي إلى هنا أخذ كوباً من القهوة وأستمتع بفطيرة التفاح.. والأطفال والنساء والشيوخ المقتولون والمصابون في المستشفيات يصرخون والجوع والعطش يعصر أفئدة السوريين.. لأول مرة أركز نظري.. أتابع ما يجري.. يصيبني (القهر).. تسقط (دمعة).. أحتفل بها.. أشعر بالعزة.. أبحث عمن ينصرهم وينصرني.. يطفئ لهيب دمعة أعادتني إلى إنسانيتي وعقيدتي (الحنيفية السمحاء) التي لا (تغلو) ولا (تفرط).. تتغير الصورة.. يظهر اجتماع الأعضاء في جامعة الدول العربية وأمينها (العربي).. يأتي ليقول لنا بأن الجامعة تدين تدخل (الحزب اللبناني) في سوريا.. ولا يزيدون.. يذهبون مثلي ليحتسوا قهوتهم، قبل أن يجتمعوا من جديد ليعيدوا لنا كلاماً قديماً مداره (الاستنكار) والمقاومة الحرة مستمرة.. و(الشيطان) و(حزبه) و(دولته) يواصلون القتال.. يتوهمون أن نهاية الشعب واستسلامه سيكون في (القصير).. يتوهمون.. وليلهم (طويل).. والأيام حُبلى بما يسوؤهم.. نعم سيخسر (المبطلون) حتى وإن تقاعسنا، فالله سبحانه وتعالى ينصر عباده المتقين وهم قليلون.. يمدهم بملائكته المكرمين.. هو اجتماع (مهيب) لا يُدعى له سوى المخلصين.. فيا دمعتي الحرة هل أكون في زمرة الأتقياء.. أعمل من أجلهم.. لأكون في (حزب الله) الحقيقيين فعلاً لا فسقاً وضلالاً؟.