الرياضة وحتمية الحوار
تعد المدرسة كالجسد بلا روح دون وجود المعلم التربوي الفاعل الصانع لهذه المنظومة والمسير لها. فدوره مشهود في تربية وإعداد الأجيال لمتطلبات الحياة وفق المعايير التي يحددها المجتمع نفسه وكون المعلم هو الصانع والمسير للمنظومة التربوية لأي مجتمع من خلال مؤسساته التعليمية والوقود المحرك لها لتنشئة أفراده. فقد أوجب هذا الموقع للمعنيين بالتربية والتعليم حتمية العناية والاهتمام الفائق بإعداده وتهيئته والإشراف عليه لتولي هذه المهمة وتطوير مجمل أدائه . ويزخر القرآن الكريم بالعديد من المواقف الدالة على فضل العلم وتفضيل الأعلم على من هم دونه. يقول الله عز وجل(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا)"البقرة31". وقوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر9 ويظل الحوار أحد أهم وسائل الاتصال بين الناس فبه ينتقل جزء مهم من الموروث الحضاري الإنساني من جيل إلى جيل. وبه تتحقق مصالح الناس وبرقيه ترتقي الأمم. ولأن مهنة التعليم تقوم في أساسها على الحوار بين المعلم والمتعلم فقد تحتم علينا كتربويين أن ننميه في نفوس أبنائنا. ويزخر القرآن الكريم بالعديد من المواقف الحوارية الربانية يقول سبحانه وتعالى(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)"البقرة260" والحوار الذي دار بين رسوله إبراهيم عليه السلام وبين طاغية ذلك العصر النمرود حيث قال الله سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)"البقرة258" وفي هذا دلالة على أن الحوار من الممكن أن يكون بين المسلم وغير المسلم طالما أنه بالحجة والمنطق وبالتي هي أحسن. ولكون المجال الرياضي هو مربط الفرس ويعول المجتمع الشيء الكثير على نشر ثقافة الحوار بين الطلاب في المدارس واللاعبين الصغار في الأندية الرياضية لكي ينشؤوا وقد تربوا على العادات التربوبة المحببة للنفوس التي نعتز بها، والمعلمون بشكل عام لهم دور في ذلك إلا أن معلم التربية البدنية قد يكون الأوفر حظاً لنشر ثقافة الحوار لطبيعة مادته المهارية التي يدرسها في حصص المادة مثلا من خلال: 1ـ المناقشات الحوارية حول أهم الملاحظات خلال الأداء وما ينبغي تداركه لتأدية المهارة المقررة بشكل صحيح. 2ـ مناقشة الطلاب في ماهية النشاط المرغوب ممارسته خلال الوقت المتبقي من زمن الحصة عقب الانتهاء من تحقيق أهداف الدرس. 3ـ مناقشة الطلاب في كيفية التقدم بمستوى الأداء الرياضي. 4ـ فتح باب الحوار لمناقشة العادات الصحية والسلوكية التي ينبغي مراعاتها قبل الدرس وخلاله وبعد الانتهاء منه (كأهمية نزع الخواتم والساعات/أهمية ارتداء الحذاء الرياضي المناسب لأرضية الملعب الموجود في المدرسة/أهمية الاغتسال بعد الانتهاء من الدرس/.. الخ) والنشاط الرياضي من خلال: 1ـ تعريف الطلاب ببرامج النشاط الرياضي المقررة خلال العام الدراسي والتعرف على آرائهم حيالها وماهية رغباتهم. 2ـ فتح باب الحوار الهادف مع الطلاب لمناقشة طرق تنظيم المنافسات الرياضية داخل المدرسة. 3ـ فتح باب الحوار مع الطلاب لمناقشة نقاط الخلاف التي قد تنشأ بين الفرق الرياضية خلال المنافسات للتوصل لحلول مناسبة لجميع الأطراف. 4ـ فتح باب الحوار مع الطلاب لمناقشة ما يودون طرحه بعد مشاهدتهم للقاء رياضي بين الأندية الرياضية على شاشة التلفاز. 5ـ تنظيم ندوات حوارية رياضية مع بعض المسؤولين في إدارة التريبة والتعليم أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو من الأندية الرياضية أو من المهتمين بالمجال الرياضي من صحفيين وإعلاميين .. الخ. ولو كان لي من الأمر شيء لجندت الوزارة ولعملت فقط ولو لسنة على المعلم وإعداده وتهيئة الظروف المناسبة له للعمل في جو صحي منظم ولذلك أتمنى أن يتبنى مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي أطلق إستراتيجية التربية البدنية والرياضة المدرسية نشر ثقافة الحوار بين الطلاب بشكل عام لتخريج جيل من أبنائنا مثقفين واعين ومدركين أهمية الحوار في التنمية. ـ الانتخابات للاتحادات الرياضية على الأبواب وكشفت عن حكم دولي في لعبة فردية يتصل على الأندية لتشويه سمعة زملائه المرشحين بعد أن رفضته الأندية للترشح عن طريقها متناسيا الشهر الفضيل الكريم وأهمية الكلمة الطيبة. ـ دور الناخبين من الأندية هام لاختيار مرشحيهم الأكفأ لأنهم يمثلون صوتهم في المجلس ـ الدورات التدريبية للاعبين أصبحت ضرورية وهامة لنشر الثقافة الصحية بينهم.