هل يقدر لاعب كرة القدم نجوميته؟
كرة القدم هي اللعبة الأفضل والأكثر شعبية في العالم وفي المملكة، وتمثل النجومية فيها حالة خاصة، فالنجم يقف في خط مع صفوة المجتمع إن أحسن استغلالها، ومن خلال متابعتي لمعظم مباريات دوري أندية الممتازلكرة القدم المسمى بدوري زين سابقا أوحاليا بدوري جميل، ومشاهدتي للاعبين المشاركين فيه وخاصة من يلعبون للأندية ذات الجماهيرية الكبيرة كأندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد يكون الحافز لديهم أكبرمن غيرهم في أندية الوسط أو المؤخرة، فهم يحظون بالتواصل مع الإعلام المرئي والمقروء بشكل أكبر من الأندية غير الجماهيرية فضلا عن اختلاف الطموحات، فغالبا هذه الأندية تبحث عن الإنجازات والبطولات ولذلك فالأندية الجماهيرية تحرص على انتقاء أفضل العناصر سواء من اللاعبين المحليين أو غير السعوديين لتمثيلها في المسابقات المختلفة، وفي عصر الاحتراف الآن تتنافس الأندية بدفع كثير من المال للاعبين، وهذا يعد طموحاً كبيراً بالنسبة لأي لاعب يريد أن يحققه. وهذا ما نلمسه في الوقت الحالي من تنافس قوي بين تلك الأندية للظفر بأفضل اللاعبين، كما أن فرصة الكسب المادي للاعب أكبر بسبب كثرة حالات الفوز أو مكافأة التعادلات التي تحققها تلك الأندية وبالتالي مكافآت الفوز التي يحصل عليها اللاعبون بتلك الأندية تعد كبيرة بحكم وجود لائحة مالية للمكافآت واضحة ومعلنة. كما أن هناك حافزاً أكبر للاعبين، وهي المشاركة في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية مما يحقق للاعب السفر للخارج وحافز مهم للاعب وفرصته بالاحتراف في الخارج وحصوله على عروض مالية طائلة. كما يتميز لاعبو تلك الأندية بالكسب المادي نتيجة إقبال شركات الدعاية والإعلان على اللاعبين للإعلان عن منتجاتها. وبما أن هذه الأندية لما لها من شعبية جارفة واهتمام إعلامي غير عادي ولما تحققه للاعب من نجومية وشهرة .. فإن البعض يتوقع أن تكون تلك النجومية والهالة الإعلامية تسبب ضغطا على اللاعب من الناحية النفسية، إلا أنها في دراسات علمية اعتبر الاهتمام الإعلامي وإبراز النجومية والشهرة لها دور في جعل اللاعب يرتقي بمستواه الفني والمهاري وتعامله وتواصله مع الجماهير والمعجبين ورقي أخلاقه، بل إنها حافز ليستجيب لأداء التدريب بشكل أفضل، وقد تكون مقلقة للاعب خلال تعرضه للإصابة أو تقدم العمر به والتفكير في الاعتزال. ولهذا فإنني أرى أن الأندية التي دائما في المقدمة تحرص على تنظيم برامج تدريبية وندوات ومحاضرات للرفع من مستوى أداء وثقافة اللاعب في الحياة ليكون نجما في الملعب والحياة، ومهم تفاعل الإعلام مع اللاعبين المتميزين الذين يمثلون أندية المقدمة، ليس بتدليلهم إعلاميا بقدر ماهو تشجيعهم وإبراز النواحي الإيجابية في حياتهم العملية والتواصل مهم لزيادة مهاراتهم الحياتية والصحية والتثقيفية وتطوير الذات لهم ليكونوا قدوة طيبة للاعبين الصغار، على اعتبار أن اللاعب المحترف لم يعد ملك نفسه بل ملك جماهيره التي تتابعه وتتوق للوصول إليه كقدوة لهم في الحياة والشباب والرياضة، لذلك حري بلاعبينا أن يدركوا النعمة التي هم فيها سواء من الناحية المالية أو من الناحية المعنوية وحب الناس لهم والتعلق بهم وعدم الانجراف وراء المغريات الوقتية التي قد تكون نقطة سوداء في تاريخه وعلى مستقبله الرياضي، وقد تكون محاكة له لإسقاطه، وحري بوكلاء اللاعبين أن يكون لهم دور إيجابي تجاه لاعبيهم.. والله الموفق.