2013-09-20 | 07:39 مقالات

السعادة بلا (جاكوزي)

مشاركة الخبر      

من قال إن السعادة لا تدخل مساكنهم.. السعادة كان يحملها صوته وهو - أعزكم الله - في (الحمام) في ذلك المجمع المتواضع لعمال إحدى الشركات في (الدمام).. كان يغني منتشياً بالماء رغم تلك الحال البائسة للحمام المبني بالطوب فقط دون (لياسة) فيما هناك في منزل كبير من يأخذ (ترويشة) في حمام (لوكس) غاية في (الأناقة).. مجهز بـ (جاكوزي) ينام فيه جمل وملحق به تلفون.. بل وتلفزيون.. وصاحبنا (المفتون) (لاوي بوزه) ومقطب حاجبيه.. غريبة.. لا.. (ما غريب إلا الشيطان).. (البعيد) وهو اسم (قديم) وليس بـ (جديد) لـ (إبليس) اللعين.. أعاذنا الله وإياكم من شره وكيده.. أقول إن هذا البعيد بعد أن طرده الله من رحمته قد توعد بإغواء كل من أطاعه من الناس.. يزين لهم هذه (الحلوة الخضرة).. يشعرهم بالجوع والحرمان وهم غارقون في ملذات الدنيا!.. غريبة.. لا.. (ما غريب إلا الشيطان).. تعال يا صاحبي (الحيران) نرجع لصاحبنا الأول.. ما زال يغني طرباً.. لا تقل أن الغناء حرام فهو لا يستخدم (عوداً) ولا (كمان) وإنما صوته يتناغم مع إيقاعات الماء المنسكب على بدنه وذلك الذي (يخرخر) من كل أجزاء ذلك الدش (المهترئ).. صوته يمتلئ بالرضا.. وعقله يفكر في (العشاء) .. بعد قليل سيأتي به صديقه (سعيد).. وسيتجه هو إلى المطبخ ويصلح الشاي (المنعنش).. وتأتي بقية (الشلة) الحلوة.. هؤلاء الذين يحيطون به في ذلك المكان البدائي هم سر ذلك الانتشاء الذي ظل يشعر به وراح بعفوية يطلقه غناءً في (الحمام).. (مين قدك يا عم).. سأتركه الآن وأعود إلى صاحبنا (المليان): ماذا بك يا صاحبي.. لماذا أنت (زعلان).. ضاعت علي اليوم (ألفان).. (مسكين).. طيب كم بقي عندك؟.. أنا لا أحسب ما لدي يا (طفران).. إنني أحسب ما أخسره.. هكذا علمتني الأعمال.. ولكن ألا ترى يا صاحبي (المليان) بأنك مزودها (حبتان) أقصد (حبتين).. ويمكن أن (يطق فيك عرق) وتصاب بـ (جلطة) وتسقط في (الجاكوزي) ويخرجوك من الدنيا (غرقان).. وتخسر حياتك على شيء ما يسوى؟.. تعال معايا.. إلى أين؟.. إلى صاحبي السعيد.. ذاك الذي يغني في الحمام وما عنده (جاكوزي).. يأخذ (ترويشة) بدش مهترئ (يخرخر) الماء من كل أجزائه.. يغني بسعادة: (الحياة حلوة بس نفهمها).. و(عالبساطة البساطة.. يا عيني عالبساطة)!