ما يريده الخمسة.. أم الخمسة وتسعون؟
منذ أن كان فتى صغيراً وهو يحمل طموحاً كبيراً بأن يصبح تاجراً.. ويبدو أن للجينات دخل في هذه النزعة التي لم تجد ما ينقلها من دائرة الأحلام إلى أرض الواقع فتلاشت وفي النفس شيء.. آه.. ظل يقولها بعد أن وجد نفسه (موظفاً حكومياً) ينفخ في قربة مخروقة.. كان بإمكان متجر صغير أن ينقذه من هذا الحبس..
إنها رغبتك.. يأتيه صوتهم.. دع مبادئك جانباً لتنال نصيبك من الكعكة.
استخرج درساً من كتاب (التربية الوطنية) الذي (تشربه) في مدرسة أمه، وقال لهم كما علمته: وهؤلاء أيضاً ينظرون إلينا.. يريدون أن يأخذوا نصيبهم من الكعكة.
دعك منهم، ولا تحزن عليهم..
عاد يقرأ من الكتاب الذي (يحفظه عن ظهر غيب)، وقال لهم باعتداد: لا أقوى..
قالوا: إذاً.. لا تصلح لنا..
حتى هم كانوا يقرءون من كتاب يحملونه بشمائلهم..
تركهم ومضى يبحث عمن يشبهونه.. وجد أحدهم وبادره بسؤال: من أولئك المتميزون؟..
رد عليه بسخرية: فرقة حسب الله..
كم نفر؟..
خمسة..
وماذا يفعلون؟..
يجتمعون ويتفقون ويوجهون القرار.. تماماً كما يتوازعون الغنائم في الخفاء..
وماذا عن الخمسة وتسعين؟..
لم يسألهم أحد؟..
لماذا؟..
لأنهم ضعفاء..
ضعفاء أم جبناء؟..
ما تفرق.. الضعف يولد (الجبن)، ويجعلك ترضى بأن تعيش عليه وعلى (الزيتون والبطاطا)..
و(القاتوه)؟..
ما لك وماله.. إنه للنخبة فقط..
فرقة (حسب الله)؟..
نعم..
ألم يشبعوا؟..
لن يشبعوا.. سيظلون يأكلون الأخضر واليابس، بل وينظرون إلى إنائك ويحسدونك حتى على (الجبن والزيتون والبطاطا).