2014-03-19 | 07:13 مقالات

التربية البدنية ..واقع وطموحات

مشاركة الخبر      

ثمة فروق بين ما يتم عمله وما يجب عمله هذه الفروق تمثل طموح الإنسان ورغبته في الوصول للكمال لقد أوضح الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضة معنى التربية البدنية بأنها جزء من التربية العامة يعد من خلالها الطالب إعدادا شاملا ومتوازنا لتنمية جميع جوانب الشخصية في المجالات الإدراكية والوجدانية والمهارية، وهي ليست مقصورة ومحددة بسن المدرسة، ولكنها تعتبر مفهوما للحياة وعلى مدار العمر كله وطالما أنها كذلك فالحاجة ملحة لان نغير المفاهيم ونكون اتجاهات إيجابية نحوها من قبل المسئولين في وزارة التربية والتعليم وعند أفراد المجتمع وإذا ما سلمنا بمبدأ التربية البدنية للحياة أتساءل إلى أي مدى تتوافق سياسات واستراتيجيات وبرامج مادة التربية البدنية في المملكة وتوصيات الجمعيات والهيئات المختصة بالتربية البدنية وقبل أن نقف على واقعنا في التربية البدنية أذكر لكم ابرز التوصيات العلمية الصادرة من المنظمات والجمعيات المختصة بمجال التربية البدنية، حيث صدر تقرير من قبل كبير الأطباء والجراحين في أمريكا وشارك به كثير من العلماء والخبراء أكدوا على أهمية ممارسة النشاط البدني لصحة الفرد، وضرورة ممارسة نشاط بدني يتسم بالشدة المعتدلة لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة في اليوم معظم أيام الأسبوع إن لم يكن جميعها، وضرورة حصول الطلاب من الروضة حتى المرحلة الثانوية على دروس يومية في التربية البدنية تكون ذات كفاءة وجودة عالية.

كما أصدر المركز القومي الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في توصية لبرامج التربية البدنية المدرسية بضرورة أن تتضمن مناهج التربية البدنية المدرسية أنشطة تشجع الطلاب على المشاركة، وتجعلهم يطورون المعارف والاتجاهات الإيجابية والمهارات الحركية السلوكية المطلوبة للمحافظة على نمط حياة نشط. ويشير الاتحاد الدولي للتربية البدنية والرياضة إلى أن الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضة يؤكد على أهمية ممارسة التربية البدنية والرياضة وأنها حق أساسي للجميع. وان التربية البدنية والرياضة تشكلان عنصرًا أساسيًا من عناصر التربية المستدامة في إطار النظام التعليمي. كما أكد على ضرورة أن تلبي برامج التربية البدنية والرياضة احتياجات الأفراد والمجتمع. وضرورة أن يناط تعليم التربية البدنية والرياضة وتوجيههما وإدارتهما إلى موظفين مؤهلين. وأهمية توفير المرافق والتجهيزات الملائمة للتربية البدنية والرياضة. كما أكد الميثاق على أهمية البحث والتقييم لتنمية التربية البدنية والرياضة. وأكد على دور الإعلام وإسهامه الايجابي في تعزيز التربية البدنية والرياضة. و على أهمية الشراكة المجتمعية في التربية البدنية والرياضة والمتأمل لهذه التوصيات يلاحظ تركيزها على نقاط ومتطلبات جوهرية للتربية البدنية وبمقارنتها بواقع التربية البدنية بالمملكة العربية السعودية نجد بينهما بونا شاسعا ، حيث أن الوقت المخصص لتنفيذ حصص التربية البدنية للطلاب يتراوح ما بين خمسة وأربعين دقيقة إلى تسعين دقيقة وهي مدة لا تتفق مع ما ورد في توصيات الجمعيات والهيئات المختصة وغير كافية لتحقيق أهداف التربية البدنية التي تعد الطالب إعدادا شاملا ومتوازنا من جميع جوانب شخصيته . كما أن مكان تنفيذ دروس التربية البدنية في المدارس لا يتوافق مع الحد الأدنى من اشتراطات الأمن والسلامة للطلاب من جهة ولا من جانب المنشآت والأجهزة والأدوات من جهة أخرى، كما أن طريقة وأساليب ما يقدم من محتوى للتربية لا يتفق وآخر ما استجد في أدبيات التربية البدنية،أما التقويم في التربية البدنية فهناك اجتهادات ولكنها تظل فردية بين قياس أداء أو نتيجة أداء الطالب. وعند الحديث عن البحث العلمي في التربية البدنية وبالرغم من أهميته وضرورة تفعيله فهو مغفل إن لم يكون في آخر اهتمامات المعنيين بالتربية البدنية وقد يكون مرد ذلك كله إلى أن السياسات المنظمة وعدم وضوح فلسفة مادة التربية البدنية للقائمين عليها.

و أقترح لمعالجة ذلك ضرورة رسم سياسة عامة للتربية البدنية تنطلق من فلسفة واضحة متفق عليها تغير اتجاهات راسمي السياسات نحو التربية البدنية وبالتالي وضع استراتيجيات تتفق مع ما يصدر من توصيات من الجمعيات والمنظمات المعينة بالتربية البدنية وعلى ذلك يمكن أن تتحقق الطموحات بمناهج التربية البدنية تصلح أحوال التربية البدنية وذلك بتبني أحدث الاتجاهات والتيارات التربوية المعاصرة لتغيير دور التربية البدنية من مجرد الاهتمام بالبدن إلى الاهتمام بالفرد ككل وظهور فلسفة المنهج في سبيل تقديم ثقافة بدنية شاملة تتصل بالفرد وبواقع حياته المعاشة وبمقتضيات الحياة العصرية حيث تشكيل أسلوب حياة صحي للطلاب يستمر معهم طوال حياتهم .وان كنت أرى بأن الإستراتيجية الوطنية للتربية البدنية والرياضة المدرسية التي تم إعدادها من قبل مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وقام عليها فريق اسباني منذ سنتين لم تر النور بعد في الميدان التربوي ولا أدري ماهي المبررات في تعطيل العمل بها رغم الاهتمام الذي حظيت به عند إعدادها لان ما نشاهده يتركز حول النشاط الرياضي وليس النشاط البدني الذي يتمحور حول الطالب، والله المستعان .