عزيزي عمر .. عفوا الحكام الحلقة الأضعف
لعبة كرة القدم ذات شعبية كبيرة تصاحبها اتصالات وحماس زائد من جماهير المشاهدين قد يتحول هذا إلى شغب، خصوصا أن هناك فئة منهم لديها شحنات عدوانية مكبوتة نراها تحضر للمباريات في كل مدينة من مدن المملكة لم تعقها المسافات ووسائل التنقلات، وقد تدب وتنتشر في الملاعب، وتجدها فرصة للتخلص منها خاصة إذا جاءت النتيجة مخالفة لهواهم أو يأتي قرار الحكم في غير صالح فريقهم. ويشير الخبراء في مجال التحكيم إلى أن التحكيم الجيد يدعو اللاعبين إلى الإجادة والتركيز في اللعب دون اعتراض، أما التحكيم السييء فله مساويء كثيرة ومتعددة، حيث يطمس معظم القيم التربوية المستفادة من ممارسة الرياضة من خلال تصرفات نجدها من لاعبين أو إداريين لانتوقع منهم مثل هذه التصرفات البعيدة عن القيم والأخلاق الرياضية.
وبنهاية هذا الموسم القوي المثير نجد أن لجنة الحكام في هذا الموسم هي الحلقة الأضعف من بين اللجان، وقد سببت إرباكا للاعبين والفنيين جعلت تركيزهم ينصب على كوارث الحكام التي كانت تحدث في كل جولة، ويبدو أن مشكلة حكامنا في كرة القدم طفحت على السطح في مواقف كثيرة إلا أنها لم تبرز إعلاميا، وأن هناك تفرقة في مهنة التحكيم وخاصة في المستويات العالية منها، وبالذات في القائمة الدولية حيث يرى المتابع لكرة القدم في الشارع الرياضي السعودي عدم الشفافية في القائمة الدولية على الرغم من عدم تميز غالبية هؤلاء الحكام ولكنهم يقومون بترتيبهم حسب الأهواء وعدم إعطاء الحقوق لأصحابها، فقد عانت لجنة الحكام من مشاكل عديدة شابها بعض التحايل والمجاملة في اختيارات الحكام مما جعلها عرضة للنقد، ومن خلال ما شاهدناه في بعض المباريات من سقوط بعض الحكام في اتخاذ قرارات أدت إلى نتائج عكسية مما أدى إلى التردي الذي نراه لغالبية الحكام، حيث كانت اختبارات الترقي في الموسم الماضي كما سمعنا تبين رسوب حكام في اختبارات السرعة وكوبر(الجري والمشي) ورأينا هناك اعتراضات بالجملة على قرارات الحكام وبطريقة عنيفة يمكن أن تنتهي لدى المحاكم الشرعية للأسف الشديد.ولم توفق اللجنة في وضع الحكم المناسب لإدارة المباراة المناسبة فكثير من المباريات اتضح إنها فوق مستوى قدرات وإمكانات الحكام المكلفين وأستغرب من عدم إظهار خبرة رئيس اللجنة في مثل هذه المواقف فالدوري ليس حقل تجارب في ظل عصر الاحتراف الذي لا يقبل التفريط في مكتسبات هي حق للأندية وهذا كان أيضاً له الأثر السييء على صورة الحكام ومدى ما يتخذونه من قرارات عكسية قد تفسد جو المباراة، كما أنه عاب على لجنة الحكام تصنيف الحكام إلى مستويات ونرى بدخول المحسوبية فيها وهذا يجعلنا نطالب اللجنة بإجراء تحليل التمايز لبعض القدرات البدنية والفسيولوجية وعدم النظر إلى الخبرة فقط فليس لها علاقة بالأداء فقد يكون عامل السن سببا في تردي عطاء بعض الحكام ورأينا العديد من الحكام ليس لديهم قدرات تؤهلهم لمجاراة سرعات الكرة واللاعبين في بعض المباريات بما يضمن لهم أن يكونوا قريبين ما أمكن من أحداث المباراة حتى يحافظ على حياديته وحسن قراراته والشيء الذي يثلج الصدر أننا سمعنا بأن لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم مشروعاً مستقبلياً يبدأ بمشروع الحكم الصغير الذي يتم من خلاله اختيار نخبة من سن مبكرة ثم وضع إستراتيجية لهم في سن صغيرة من خلال الدراسة الخاصة بالقانون والحركات الفنية للحكم ووضع عدد محدد من المباريات لهم لإدارتها ليكون لدينا حكام دوليون في سن صغيرة كما نراه في الدوري الأوروبي، وهمسة في أذن أخي وصديقي أبو عبد العزيز بأن يدرك بأن الكل يبحث عن التميز في عصر الاحتراف وأن لجنة الحكام هي الأضعف وكانت سببا في تغيير كثير من النتائج في الدوري وعليه البحث عن التميز في ظل عدم وجود أدوات يعتمد عليها في اللجنة، فإن استمر بنفس الأدوات والأسماء والحكام دون تأهيل ومعالجة لوضعهم من جميع النواحي المالية والفنية واللياقة والأدبية فستستمر معاناة الأندية وسيبقى وحيداً في الساحة يدافع ويبرر بلا فائدة مرجوة.. والله المستعان.