2014-07-25 | 11:38 مقالات

قبل الدوري.. كيف نعود؟

مشاركة الخبر      

منذ أن بدأت كأس العالم لكرة القدم ومشاركات (العربان) فيها تسكن في حي (الشرفية).. يعني بعيداً عن الألقاب بل وحتى الوصول إلى أدوار متقدمة.. قل مثلاً (دور الأربعة).. وفي كل المرات التي تسبق مشاركات المنتخبات العربية ـ في هذه البطولة الأثيرة المثيرة التي تجود بها (فيفا) كل أربع سنوات ـ تعيش الجماهير العربية أجواءً احتفالية مفرطة في التفاؤل رغم الفارق الكبير الذي كان ظاهراً بشكل كبير في البدايات.. قبل أن تدرك تلك الجماهير المغرمة بالكرة وبحب بلادها أن التفوق لا يأتي بالأمنيات.. وأن هذا المجال يحتاج إلى مقدرات لا يصنعها المال فقط وإنما تصنعها الإدارة التي تديره وتدير الإنسان وهو العنوان الأهم في منظومة التفوق في كل الميادين وليس في كرة القدم وحدها.

ولأن منتخبنا الأخضر ـ الذي نحبه ويصيبنا القلق كلما لعب كان قد سجل غيابه الثاني منذ مونديال 2006 في ألمانيا ـ فقد ارتحت كثيراً من هاجس المكسب والخسارة الذي تولده الانتماءات وما تجره من ضغوط كثيراً ما أفسدت علينا الاستمتاع بهذا الكرنفال الذي يحضر شهراً ويغيب ثماناً وأربعين.. صدقوني، لم أعد أستسيغ تلك الإثارة التي تحيلني إلى عضو في مجموعة الطرب في (رابطة) النادي.. تظل تعطي الملعب ظهرها في أغلب وقت المباراة، ربما لأنهم يحبون النادي أكثر من كرة القدم.. هذا النوع من الحب لا يناسبني.. فأنا وكل من لعب الكرة سنظل نحبها أكثر من كل الانتماءات.. عفواً لا يمكن أن نحيل التنافس في هذه (المجنونة) إلى رهان بين الأبيض والأسود؛ وفيها كل هذه الألوان بدرجاتها واشتقاقاتها.. نعم، إنني أحب الكرة أكثر؛ لذا رحت أتابع الجزائر وكنت أترقب أن يكون لها حضور ولو كذلك الذي اعتادت أن تقدمه لنا نيجيريا وغانا.. هذه الفرق السمراء التي أضحت تقارع الكبار بثبات لأنها صنعت تفوقها في الدوريات العالمية عبر أبنائها المحترفين منذ نعومة أقدامهم. ولكن الجزائريين أظهروا نبوغاً مبكراً ينبئ عن مستقبل مشرق ليس فقط على المستوى المهاري والبدني الذي تحقق عبر مشاركاتهم الاحترافية في أندية عالمية شهيرة بل كان هناك إعداد نفسي كبير ظهر تأثيره جلياً في دوري المجموعات قبل أن يأتي مبهراً في الدوري الثاني بعد أن أحرجوا بطل العالم وأجبروه للعب 120 دقيقة.

ربما كنت بحاجة لأن أعطي الملعب ظهري لأتذكر ـ بحسرة ـ كيف قتلت طموحات الفوز بالمسابقات المحلية عندنا فرص تلك المواهب ذات الإمكانات الفنية العالية.. صدقوني لم أعد أنتظر أن يشارك منتخبنا في نهائيات كأس العالم إذا كنا سنذهب من أجل المشاركة.. لا بد أن نبحث عما يجعلنا أكثر قدرة على مقارعة الكبار، والمعيار هو إمتاع المشاهد.. ربما فعلنا شيئاً من ذلك في أمريكا (94).. وسقطنا في البقية مع وافر التحية.. والسؤال موجود قبل أن يبدأ الدوري: كيف نعود؟.