2014-11-14 | 06:51 مقالات

المنتخب (حالة طارئة)

مشاركة الخبر      

هي ليست مشكلة منتخب.. إنها مشكلة ثقافة إنسان وبلد.. نعم.. إننا نعاني من عدم اهتمامنا بتقييم الأمور بواقعية تكشف النواحي الإيجابية والسلبية في العمل.. قد يعتقد البعض أنه كان علي أن أنتظر حتى أعرف نتيجة مباراة البارحة لأحدد اتجاهي فأكون إيجابياً متفائلاً في حالة تحقيق الفوز على قطر أو سلبياً متشائماً بمستقبل مؤسف في حال الهزيمة.. أو أن أبقى تائهاً في حال التعادل كغيري من السعوديين المترقبين قبل المباراة.

إدارة المنتخب تركت للمدرب حرية اختيار اللاعبين، ومن سيلعب في التشكيلة الأساسية والبدلاء، سلمت له الأمر حتى وهي تدرك أن هناك خيارات أفضل.. وهي بذلك لن تخرج من دائرة المسؤولية، وستثير بلبلة كبيرة في وسط جماهيري (محتقن) نتيجة غياب الكرة السعودية عن الواجهة الإقليمية والقارية والمشاركة في كأس العالم.. بل وستدفع بكثير من تلك الجماهير إلى تأصيل فكرة التحيز للنادي وترك تشجيع المنتخب. أقول ذلك رغم قناعتي التامة بأن الفوز وتحقيق الإنجازات سيعيد ثقة الجماهير باختلاف ميولها إلى مدرج المنتخب، ويعيد إلى المواطن ذلك القلق (الصحي) الذي ظل يمنحه قدراً كبيراً من الانتشاء والفخر ببلده في حالة الفوز، وفي المقابل يكسو وجهه بعلامات الحزن والأسى كلما خسر نزالاً.

إن دور إدارة المنتخب ليس فقط القيام بالأعمال الإجرائية المساعدة، وإنما تقييم العمل الفني للمدرب من خلال الاستعانة بخبراء لكشف الأخطاء قبل أن تظهر تأثيراتها على النتائج بشكل سلبي قد لا يساعد على تداركها، وبالتالي يعود المنتخب إلى الوراء خطوات قد تكرس حالة الإحباط وتعزز هذا الاستغراق الذي نشهده اليوم في التعصب للنادي.

لست مع من يقول إن الإدارة لا تستطيع أن تناقش المدرب في الجوانب الفنية.. الكرة يا سادة ليست كيمياء ولا فيزياء نووية.. كل من لعبها وتذوقها يستطيع أن يقدم رأيه في جوانبها الفنية.. ثم إن هؤلاء الإداريين هم في الأصل لاعبو كرة قدم وليس (رجبي).. لذا من غير المقبول أن يترك الأمر للمدرب لـ(يخبص) على كيفه حتى تقع الفأس في الرأس؛ ثم نتحرك لإقالته والبحث عن مدرب جديد.

إن حضور مدرب جديد يجب ألا يكون فقط في حالة تردي النتائج وكثرة الخسائر.. يعني (بعد خراب مالطة) ومالطة هنا هي (كأس الخليج) التي أتمناها (سعودية) ولست واثقاً من ذلك. لذلك ما زلت (أتوجس) من إقصاء قادم للمدرب.. وأتساءل: لماذا نترك الأمور تستفحل، ولا نتعلم ثقافة التغيير (الاستباقي) في التطوير والبحث عن الأفضل؟

لم يعد هناك متسع من الوقت.. منتخبنا يعيش (حالة طارئة).. ربما لعب لوبيز بمهاجمين، وأصلح ما أفسدته طريقته التحفظية ـ مستفيداً من عاملي الأرض والجمهور ـ فتجلى لاعبو الأخضر وكسبوا (العنابي) المنتشي بعروضه القوية، لتكون انطلاقتهم نحو تحقيق الكأس الخليجية واستعدادً قوياً للكأس الآسيوية.