2014-12-19 | 06:53 مقالات

(الدربي).. (تيفو) الوعي والتحدي

مشاركة الخبر      

أتواجد اليوم في جدة حيث لا حديث يعلو على (الدربي) نزال الأهلي والاتحاد في الدوري.. ومع ذلك لن أحضر المباراة؛ تجنباً لازدحام متوقع.. قررت ذلك قبل أن أقرأ في صحف الأربعاء بأن تذاكر المباراة قد نفدت سريعاً وأعلنت الشرطة حتمية عدم الدخول بدون (تذكرة) وهو أمر (بدهي) ولا يحتاج إلى إعلان ولكنه يأتي من باب (التذكرة) حفاظاً على أمن وسلامة الجماهير.. تبغوا الحق؟.. (تحسفت)!.. بعد أن حجز ابني إبراهيم صاحب الثلاثة وعشرين ربيعاً مقعده بين الستين ألفاً.. رحت أتخيل كيف سيرسم ذلك الجمهور الذواق (تيفو) الوعي ونبذ التعصب في المدرجات وهو الذي جعل للكرة صوتاً بصيحاته، ولوناً بأعلامه، وايقاعاً جميلاً بأهازيجه التي أطربت الكل وباتت ترُدد بعشق في كل مدرجات ملاعب كرة القدم في الخليج.. نعم.. من يحضر اليوم لقاء الأهلي والاتحاد لن يذهب فقط لمشاهدة مباراة مثيرة في كرة القدم وإنما سيشاهد (كرنفالاً) تتعدد فيه (الفنون) ويكتسب اليوم قيمة إضافية وهو يقام على (الجوهرة المضيئة) ملعب الملك عبد الله.. إنها حفلة المعازيم (المحايدين) من محبي كرة القدم ومتذوقيها.. هم من يستمتعون بهذه اللقاءات التنافسية أكثر.. يحتسون شاياً (منعنشاً) بنعناع (مديني) أو (حبق) أو (دوش).. يتابعون بلا ضغوط.. أما الأهلاويون والاتحاديون المغرمون بهذين الفريقين العريقين بتاريخهما وانجازاتهما فسيتابعون المباراة بأعصاب مشدودة تهتز مع كل اقتراب للكرة من ملامسة (الشباك)..

الأهلي يبدو أقرب فنياً للفوز وإضافة ثلاث نقاط في غاية الأهمية وهو يمني النفس في نفس الوقت بأن تحمل له أخبار موقعة (الشباب والنصر) تعثر المتصدر بالخسارة أو التعادل لكي يقترب منه بفارق نقطة واحدة ويبعد الشباب عن المقدمة أكثر. تلك هي أحلام الأهلي؛ أما الاتحاد فيسعى إلى التغلب على ظروفه وتصحيح أوضاعه بالأهلي ليتجنب الدخول في إقصاءات سريعة قد تطال الجهاز الفني في زمن قياسي.. وربما دخل النادي في مرحلة تغيير إداري جديدة.

لقاء هذا المساء يشي بكرة قدم هجومية في طقس جوي جميل سيساعد اللاعبين على الأداء بصورة أفضل.. أما الإثارة فستكون حاضرة، تلهبها المدرجات خلال (تسعين دقيقة) ستهدأ خلال شوارع جدة قبل أن يعود إليها (الصخب) ملوناً إما بالأخضر أو بالأصفر.. (تيفو) واحد وليس (مشكل).. هنيئاً لجماهير المنتصر وحظاً أوفر للخاسر.. والمسألة ليست إلا كرة قدم.. وليس من العقل أن (نخسر) بعض!.. أمسية ممتعة.. إلى اللقاء.