2015-02-27 | 06:33 مقالات

روح اشتغل (كشاف)

مشاركة الخبر      

ما زلت شغوفاً بالكرة.. أتابع مبارياتها، بل وربما تجدني أوقف سيارتي لأشاهد الشباب في الأحياء وهم يظهرون فنونهم بعيداً عن أعين (الكشافين).. كثيرون هم الموهوبون ولكنهم ضعفاء.. أصحاب (بنية جسمانية) هزيلة.. حسناً.. أوقفوا (فطيرة الجبنة) الخالية من المواد الحافظة..

ماذا؟.. وماذا في داخلها؟..

اسألوا (خطوط الطيران).. لديهم (شاطر ومشطور) يقدمونه للجمهور بكل ألوانه.. خياراتهم محدودة مثل (مقصف) المدرسة تماماً.. قلت مرة بأن الفسحة (الكئيبة) تطاردنا حتى حين نبتعد عن الأرض ونبحث عن شيء جديد مفيد كما كان يحدث في السابق.. هذا الخيال المجنح أحضر لنا تلك الوجبة العجيبة..

من أين أتوا بها؟..

من (عطارد) أو ربما مروا على (زحل) بالخطأ ووجدوا ذلك (الساندوتش) الخطير وقطعة الكعك الهشة التي تذوب على ملابسك قبل أن تصل إلى البلعوم..

هنيئاً مريئاً.. وشكراً لاختياركم لهذه الوجبة.. ونتمنى أن نراكم معنا في رحلات قادمة.

أكيد ستروننا وسنراكم .. لقد أدمنا على (السندويتش) والعصير ولكنني مللت الطيران..

تعالوا نعود إلى الأرض وإلى (المقصف) الذي أتمنى أن يتم (قصف) كل محتوياته واستبدالها بمأكولات (طبيعية) خضار وفاكهة وحليب ولحوم حمراء وبيضاء، وأسماك، كما هو حاصل في (بلاد برة) التي ذهبنا إليها كثيراً وعدنا منها بحقائب (مخروقة)..

طنش..

كثيرون يقولونها.. ولكنني لا أعرف..

هل يا ترى سأصبح كشافاً بعد هذا المشوار الطويل في دروب العلم والعمل؟.. هل من العقل أن أفتح مكتب سمسرة بحثاً عن نصيب من تلك الملايين التي باتت ترمى بـ (الهبل)؟.. لقد ابتليت بهذه (الشهادة) بعد أن أصابتني عيون الحاسدين و(البيروقراطيين).. استكثروها علي وأنا (عود من طرف حزمة كبيرة) ضاعت ما بين (بدل الحاسب، وبدل الندرة).. ولم تقدم للبلد شيئاً كثيراً.. إنني أبحث عن (بدل قدرة).. هل سمعتم بهذا من قبل؟.. ولن تسمعوا لأن هذا البدل الذي أخرجه اليوم من دائرة العطاء يحتاج إلى (معايير مهنية).. هل سمعتم بها؟.. حسناً سأحدثكم عن هذه البدلات قريباً لتروا العجب العجاب.. أين أنت يا (علاء الدين)؟.. خذني يا صاحبي على بساطك.. أريد أن أسكن مدينة الأحلام.. إنها أقرب للواقع مما هو واقع.. أحلام المساء تتعبني.. أستيقظ على وهم (يركلني) بعيداً عن (المرمى).. أريد أن أصبح كشافاً.. فضلاً يا شباب اتركوا فطيرة الجبنة وساندويتش (الضيافة) لنكسب أكثر.. لم أعد أقوى وعلة الاصطفاء والإقصاء ما تزال باقية.. تطال كل شيء على طريقة (إذا لم تكن معي فأنت ضدي).. ميزة الرياضة أنها تقدم الموهوبين و الموهوبين فقط بلا شللية ولا محسوبية.. لأن الكل يريد أن يكسب.. أما في المجالات الأخرى فالعمل آخر ما يشغل بال المخططين.. أنهم لا يتنبأون بالمستقبل ولا يعدون له العدة بل دائماً ما نراهم نائمين يحلمون بتحقيق أحلامهم الخاصة..

روح اشتغل (كشاف)..

سأفعل.