2015-03-20 | 06:21 مقالات

(حوجن) عليك الأمان

مشاركة الخبر      

هل تذكرون قصة العفريت ـ بكسر القاف ـ يعني حكاية العفريت.. ذلك الذي يخرج من الإبريق العتيق.. ليقول لصاحبه: شبيك.. لبيك.. عبدك بين يديك.. هل تذكرون صورته المرسومة على صفحات تلك القصة الشهيرة؟

إنه ذلك العملاق الأصلع ذو الشعر الطويل.. نعم أصلع وذو شعر طويل يتصل بمؤخرة رأسه.

صورة ذلك العفريت كانت تخيفنا.. أو على الأقل تأخذنا الى عوالم أخرى لمخلوقات عجيبة غريبة نخشى أن نراها في الحقيقة تسير في الطرقات كما نسير.. ويظل الليل يذكرنا بها.. لنعود إلى البيوت قبل أن تغيب الشمس.

أطفال اليوم لا يخافون (العفاريت).. هل تراهم قرؤوا (حوجن) الرواية الشهيرة للمبدع (إبراهيم عباس).. ليألفوا صورتها وهي تغدو وتروح و(تتسكع) من العشي إلى ما بعد منتصف الليل؟

لم نر (حوجن) عاشق (سوسن) حبيبته (الإنسية) في تلك الرواية السعودية التي جاءت في قالب (فانتازيا) لخوضها في عوالم السحر الخارقة للطبيعة في حبكة روائية مثيرة.. لكن هذه الفضاءات الوهمية باتت اليوم حاضرة عبر هؤلاء المهوسين بقصات الشعر ورسوماته (المجنونة).. نراهم يبتسمون للأطفال ويمازحونهم.. اختلاف بسيط بين عفاريت اليوم وعفريت الإبريق العتيق.. عفاريت اليوم تقص جزءاً من الشعر وتبقي عرفاً في المنتصف.. وقد يكون لها شعر طويل أو تكتفي بالعرف.

الحلاقون يحبون العفاريت ويتبارون في تدليلها.. والعفاريت الوديعة تغدق عليهم بالمال ليبقوا على ملامح تلك القصات (المتجددة) المحببة لهم والتي تشعرهم بالتميز، وأيضا وبالتقارب مع أصدقائهم من العفاريت في البلدان الغربية الذين لا يبخلون عليهم بكل جديد.

الله يرحم أيام (التوليته).. و (الزيرو).. خياران لا ثالث لهما قبل أن نبتلى بهذا (المسخ) المتنوع من قصات الشعر بعضها قائم على (القزع) والآخر يهتم بالـ (سوالف) أو الـ (زنارات).. سحبت البساط من (زنارات) (الأبضاي) (أبو عنتر) صاحب (غوار الطوشي) في حارة (كل مين إيدو إلو).. باسم الحرية الشخصية لا بد أن تقبل بانتشار العفاريت البشرية.

يا سيد حوجن بن ميحال الفيحي.. أيها الشاب التسعيني، اظهر وبان عليك الأمان.. لم نعد نخاف حتى ولو ظهرت لنا بـ (عين) أو بـ (ثلاث عيون).