(لوبي).. ليست في (قاموسي)
سمعتها في سياق مختلف.. راح صاحبنا يشيد بمسؤول كبير استطاع أن يحصل على امتياز مالي لموظفي جهاز يديره.. ويذكر من ضمن أسباب نجاحه قدرته على تكوين (لوبي) مؤثر يدعم القرار ويصل به إلى النور!
(اللوبي) ـ إذاً ـ كان له دور في تحقيق الهدف المطلوب.. اللوبي ـ إذاً ـ ساهم في تحقيق فائدة كبيرة وزرع الفرحة في أوساط الشريحة العظمى من موظفي ذلك الجهاز الحيوي الهام!
ها أنا أكتشف أنني (جاهل) بعد أن ظننت أنها كلمة (بغيضة)!.. ربما لأنني كنت أسمعها كثيراً ملحوقة باليهود صفة.. نعم كثيراً ما سمعت في نشرات الأخبار وقرأت في الصحف (اللوبي اليهودي) أو (اللوبي الاسرائيل)!.. ترى ما معنى كلمة (لوبي)؟.. رحت أسأل العم والصديق والرفيق والمنقذ (قوقل)؛ فأجابني:
جماعات الضغط تعتبر من أركان الشورية والديمقراطية، حالها حال الأحزاب ومؤسسات المجتمع الديمقراطي في الأنظمة الديمقراطية، فأي جماعة بحاجة إلى لوبي في الوطن وخارج الوطن وفي مؤسسته الأم وفي كل مؤسسة من مؤسساته بشكل أو بآخر.
وهناك من يعرف اللوبي بأنه جماعة قانونية منظمة تدافع عن قضايا أو مواقف أو مصالح معينة محددة لدى السلطات العامة في الدولة فتلعب دوراً محورياً وهاماً في الحياة السياسية حتى بات معروفاً بأن القرارات يعدها أو يصنعها اللوبي، فيما ينحصر دور سلطات الدولة في إضفاء الصفة الرسمية على تلك القرارات.
كم هو رائع هذا اللوبي عندما يعمل لإحقاق الحق.. إنه يمارس الشفاعة التي أوصى بها الدين.. ولكن كم من لوبي قصم ظهر البعير، وضيع حقوق البشر ومارس الجبروت؟!.. لا نريد لوبيات نريد نظاماً يحفظ لنا كرامتنا ويعطي كل ذي حق حقه.. اللوبيات بمفهومها لدى عامة الناس قوة تستخدم لصنع قرار ليس شرطاً أن يكون صالحاً ومفيداً المهم أن يكون صاحبه أو الذي يسعى لتنفيذه يستطيع أن يتسلل داخل تلك المجموعات المؤثرة لتتفاعل مع رغباته!
وأخيراً يقولون بأن أداء اللوبي يتوقف على تمتع أفراده بمهارات وفنون محورية عديدة منها: فن العلاقات العامة، فن الحوار والتفاوض، فن التحالفات والائتلافات، فن إدارة الأزمات، وفن إدارة الرأي العام، وفنون أخرى أشعر أنني ضعيف فيها عندما يكون الهدف جاء من حالة (تسلل) لذلك سأجد نفسي بعيداً عن اللوبيات أطل من نوافذي الخاصة التي لا تتقاطع مصالحي فيها مع أحد.. إنني أحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى!