2015-07-17 | 06:24 مقالات

عيد العزة

مشاركة الخبر      


لا شيء أجمل ولا أثمن من (الحرية).. نسمو بها دوماً.. إنها (كرامة) الله يَكمل بها (التكليف) وتُنال بها (العزة).. ونحن بهذا الدين أعزة.
أقبل رمضان ببركاته ورحماته فامتطينا صهوات أنفس تبحث عما (يزكيها).. راحت تحمل الأبدان لرضا الرحمن فتلذذت بالجوع وتنعمت بالسجود والركوع، فسمت فإذا بها تجود بالخير.. تطعم الطعام وتعين المحتاج وتكفل الأيتام، تأسياً بمن فاق جوده (الريح المرسلة).
اليوم نقبل على ربنا.. نأتيه ـ كما أمرنا ـ لنظهر أفراح عيد رباني لا (بدعة) فيه.. عيد لا مثيل له.. عيد مغمور بأنس الطاعة.. نقبل اليوم على ربنا الكريم بحبنا له، وذلنا إليه، وطمعنا في خزائنه التي لا تنفذ.. نسأله ونلح في الدعاء ليمنحنا هداياه.. إنه (عيد) عزة للمسلمين نفرح فيه بإرادة تهفو إلى (الحق) بعزيمة و(حزم) مهما اشتد (الخطب) فها هي بشائر النصر بعودة (اليمن) لأهلها الطيبين حرة (موحدة) تأتي من (عدن) الإباء والصمود.
ونحن هنا في المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين ياتي العيد إلينا من جديد ليجدنا ـ كما عهدنا ـ حامدين شاكرين.. فالحمد لله على نعمة الإسلام.. والحمد لله على نعمة الأمن.. والحمد لله على نعمة صلاح ولي الأمر.. الحمد لله على نعمة التفافنا حول قادتنا وحبنا لهم وحبهم لنا.. الحمد لله على هذا الخير الكثير.. إنها دعوة (الخليل) عليه السلام:"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر، قال: ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير".. إنها بركات المكان يجود بها الله على أهله؛ من آمن منهم ولا يمنعه عن الكافرين؛ لأنه تعالى تكفل برزق خلقه "كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً".. ولكنه متاع قليل لا بركة فيه؛ لأنهم اختاروا الكفر على الإيمان "نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ".
أما نحن.. (أهل السنة والجماعة) فستظل سعادتنا الأبدية مقرونة بإدراكنا لحقيقة ما كلفنا به وما يكفل لنا الفوز برضا الله والنجاة من عذابه، وهو التمسك بـ (كتاب الله وسنة رسوله)، وهو ما قامت عليه بلادنا الكريمة العظيمة، وهو سر منعتها واستقرارها، وثباتها على الحق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي".. إنه منهج واضح نسير فيه على بصيرة، تمنحنا قوة في مواجهة أعداء الدين، لأننا لم نكن يوماً معتدين، وإنما دولة سلام قادة وشعباً.. فيا من ترفعون (شوكتكم) علينا وتظنون أننا (مترفون) ولسنا قادرين على القتال، والله إن فرحتنا بالذود عن بلادنا ومقدساتنا لهي أكبر وأبهج (عيد) نتقرب فيه إلى الله.. جمعتنا بيوت الله فأصطففنا له (موحدين) وامتلأت قلوبنا باليقين بنصره، ولن نكون إلا جنوداً لله طائعين لولاة أمرنا. اللهم تقبل منا الصيام والقيام واجعلنا من الفائزين ووفق ولي أمرنا (سلمان بن عبد العزيز) لما تحب وترضى، وأطل في عمره في رضاك واجعله ناصراً للمسلمين في كل مكان، ووفق ولي عهده وولي ولي عهده لكل خير، ووفقنا جميعاً للقيام بمسؤولياتنا على الوجه الذي يرضيك عنا.. وكل عام وأنتم بخير.