السعودية أسد عالمي
ليس بالأمنيات بل بلغة الأرقام للمعطيات الحضارية والاقتصادية التي تملكها؛ ستكون مملكتنا الحبيبة ـ هذه البلد العظيمة بمكانتها الدينية الفريدة وموقعها الجغرافي الهام ـ أسد عالمي وليس نمراً من النمور الآسيوية التي دارت عليها الدوائر.
تعالوا (نحسبها) بعيداً عن ذلك الذهب الأسود الذي بنيت عليه نهضتنا وما زال يمثل أكثر من 90% من إجمالي عوائد الصادرات، و80% من الإيرادات الحكومية وما نسبته 45% من الناتج المحلي الإجمالي.. نستبعده تحسباً لأي احتمالات مستقبلية تفرضها التغيرات في المصالح والتحالفات، بعد أن بدأنا ندرك ونفاوض باعتداد على من ينفعنا برؤية تعبر عن حرية وعزة تليق بنا.. كيف لا ونحن أتباع محمد بن عبد الله وصحبه الكرام.. فكيف نرضى الدنية في ديننا، ومعاشنا؟
إن أردنا ولا بد أن نفعل فلا بد لنا أن نخطط بافتراض أننا لن نصدر بترولنا للخارج.. وبالتالي سيُسخر ما ننتجه منه لبناء نهضة صناعية كبرى نتحول من خلالها من دولة قائمة على الاستيراد والاستهلاك إلى دولة منتجة مصدرة لمختلف السلع والخدمات.. تستهلك نفطها تستخدمه في المصانع وتحلية المياه والنقل والكهرباء.. نعم، يمكننا التوسع في إنتاج السلع والخدمات بتنوع يغطي حاجة السوق المحلي ابتداءً، وإغراق الأسواق الخارجية هدفاً إستراتيجياً ٍ.. هذا فيما يتعلق بالسع والخدمات المتشابهة عالمياً.. أما لو انتقلنا إلى النشاط السياحي والذي يمثل مصدر دخل كبير جداً لكثير من الدول فإننا نملك فرصاً قوية لتحقيق عائد أكبر منه في حالة تنظيمه وتحسين جودته، ولا شك أن الجانب الديني يمثل النسبة الأكبر فيه من خلال موسم الحج، وكذلك العمرة والزيارة التي أضحت متاحة طوال العام، وتحظى بإقبال كبير من المسلمين في كافة أنحاء العالم.
ومع ضخامة الاستثمار في السياحة الدينية إلا أن المملكة تملك مقومات السياحة الترويحية والترفيهية بحكم وجود السواحل الجميلة فيها وكذلك المناطق الباردة في المرتفعات الجنوبية، ويمكن تحقيق قفزة كبرى فيها تستقطب من خلالها أبناء الدول الخليجية والعربية المجاورة في حالة العناية بها بإقامة مراكز كبرى للألعاب على غرار (ديزني لاند) وإبراز الجانب التراثي للبلد وهو ما يجذب المواطنين والمقيمين قبل الزائرين.. كما أن هناك فرصاً استثمارية يمكن أن تتحقق من خلال توفير خدمات سياحية في مناطق الآثار التي تزخر بها المملكة في كثير من المدن والقرى والهجر. ويظل سبيلنا لتحقيق هذه التطلعات هو التعليم والتدريب اللذين يحتاجان إلى وقفات تحدد أبرز المقومات التي تضمن نجاحهما في تحقيق الأهداف التنموية وهو ما سأسعى إلى مناقشته في مقالات قادمة.
ذلك عصف ذهني سريع لما يمكن أن يمنحنا تفرداً اقتصادياً عبر مقدرات فريدة تمنحنا فرصة كبرى لتحقيق موقع اقتصادي ريادي يزيد من مكانتنا بين الدول.. نعم بإمكاننا أن نتحول من أرنب صغير إلى أسد كبير.. يحدد بقدرته الاقتصادية ما يريد دون خوف.. إنها خلاصة لرواية تنموية لا بد أن تكتب بعناية لبلد ليس ككل البلدان.. إلى اللقاء.