2015-09-04 | 02:43 مقالات

يا (متشدد).. خليك (كوول)

مشاركة الخبر      

في الطائرة.. وعلى رحلاتنا المحلية (الداخلية) لا بد أن تتوقع شيئا بات مألوفاً.. هل توصلت إليه.. أم ما زلت تفكر؟
حسنا.. لن أتحول للحديث في موضوع آخر وأتركك معلقاً.. لا بد أن تقلع الطائرة.. ولا بد أن نجد حلاً.. امرأة تسافر بمفردها أو مع طفلها الصغير ذكراً أو أنثى.. المهم أن جلوس رجل إلى جانبها أو حتى لو كان الطفل في المقعد الأوسط بينهما لا يبدو أمراً مقبولاً لأكثرنا.. فضلاً عن أن يكون مأموناً.. وحتى أكون أكثر موضوعية أضيف (في أكثر الأحوال).. وهأنا ـ بذلك ـ أستثني كل من يجد في نفسه (حصانة) من كيد الشيطان ووسوسته.. وفتون النفس وميلها.. وأقول له: نحن لسنا سواء؛ ولكن احذر أن تتطاول علي وتتهمني بـ (التشدد) والتخلف لأنني دعوت المضيفة وطلبت منها أن تبحث لي عن مقعد آخر حين وجدت مقعدي بجانب طفل يجلس بجانب امرأة (مستورة) يعني تلف جسدها عباءة سوداء.. ويغطي وجهها نقاب لا يكاد يبدي شيئاً من عينيها.. أهرب منها ـ كما أفعل مع تلك التي تخرج بكامل زينتها وعلى (حل شعرها) وثورة عطرها.. يزفها شيطانها إلى قائمة عريضة من مترقبين (كوول).. يؤمنون بالحرية وينافحون من أجل حقوق المرأة؛ ليس في قيادة السيارة ـ فأنا معهم في الأصل دون الفصل ـ وإنما في هذه الدعوة إلى التبسط والتقارب مع الرجل بحكم متطلبات العمل والحياة.. دون اكتراث للعواقب.
طلبت مني المضيفة ـ بكل لطف واحترام ـ الانتظار في آخر الطائرة إلى أن يتم توفير مقعد بديل.
شكرتها وتوجهت بالفعل إلى مؤخرة الطائرة راضياً سعيداً.
بقيت في مكاني قرابة خمس عشرة دقيقة؛ كانت المضيفة تتردد علي خلالها لتشكرني على صبري وتعاوني.. وكنت في كل مرة أؤكد لها أنني لست منزعجاً وأن هذا أمر طبيعي اعتدنا عليه في بلادنا.. وانتهى حوارنا بعد أن توجهت إلى المقعد الذي خصص لي، فيما ذهب الشيطان يبحث عن ظروف أخرى تساعده على إزكاء نار بين غويين مستسلمين.. أو متنطعين يدعيان الحصانة.. ولا أدري من أين جاءا بها.. من إشباع بـ (الطول والعرض).. كثر فيه (العرض) وأضحى (الطلب) وفق مواصفات عجز عنها الشيطان؛ لتضعف احتمالات (الفتنة).. أم أن خللا قد أصاب أجهزة (الاستشعار)؟..
ـ يا (متشدد) خليك (كوول).. يأتيني صوته.. يدعوني ببراءة بأن أكون رقيقاً في تعاملي فأسأل الطفل عن اسمه وأصله وفصله ومدرسته ولونه المفضل.. إنها حبائله أعرفها جيداً.. وأعرف أن نفسي لا تقوى على هواها وسحر المرأة ومكرها.. قد يكون للحديث بقية.. فقد تذكرت أن امرأة حاول أن يكرهها (المضيف) على أن تقبل بجلوس رجل إلى جوارها معللا ذلك بأنه غير ملزم على إجبار أية امرأة بتغيير مقعدها والجلوس إلى جوارها.. ولكنها أقسمت بأنها لن تسمح لرجل بالجلوس بجانبها فأقلعت الطائرة وذلك المقعد يزهو بها وبحقيبة يدها.. إلى اللقاء.