2015-10-09 | 02:58 مقالات

حتى لا نخسر النجوم

مشاركة الخبر      

من هم النجوم؟..
تعالوا نتعرف على سماتهم عبر رؤية (مانفريد كيتس دي فريس) MANFRED KETS DE VRIES أستاذ تطوير القيادة في كلية (إنسياد) للأعمال، ومؤسس مركز القيادة العالمي في الكلية، ومدير برنامج "تحدي القيادة" أحد برامج تطوير كبار المديرين التنفيذيين في (إنسياد).. استخلصها عبر ملاحظاته التي جمعها في نحو عشرين سنة من البحث والتدريب الإداري مع رؤساء تنفيذيين تحت عنوان "نجوم الأداء: مفارقات مُغلَّفة بالألغاز":
يقول كيتس دي فريس أنه قد يكون من بين نجوم الأداء رؤساء تنفيذيون أو سياسيون أو حتى رجال دين، وقد يكونون ممن يسكنون الغابة أو المدينة أو حتى الأدغال، لكنهم جميعا يشتركون في بعض السمات.
ويرى كيتس دي فريس أنهم أبطال خارقون، لا يملون من التفكير على المدى الطويل، لكن التنفيذ يكون على المدى القصير، كما وجدهم يقومون بمخاطرات محسوبة ويتحملون المسؤولية عن أفعالهم، يجمعون بين التفاؤل والواقعية، ولديهم إصرار كبير وطاقة عظيمة، كما أنهم قادرون على تأطير الأشياء بشكل إيجابي دون انفتاح مطلق. كما وجد كيتس دي فريس بعضاً من نجوم الأداء انطوائيين، نفوسهم منعكسة لا تميل إلى الانفتاح إلا عند الضرورة. وقد استنتج من خلال رصده الواسع أن ما يُميز نجوم الأداء كقادة (الكاريزما) ويوضح أنه سرعان ما تختلط بالنرجسية، ثم يعود ليؤكد الحاجة إلى جرعة كبيرة منها للعمل، ثم نراه يفرق بين الأثر الإيجابي للنرجسية من خلال دور الفرد كلاعب ضمن فريق عمل، وذلك الأثر السلبي حينما يمتلك الصلاحية فيصبح "نرجسياً" من خلال ردود أفعاله كـ (أنا) كبيرة.. يبحث أن يكون دائماً في دائرة الضوء، وينتظر من الجميع الاعتراف بفضله، دون أن يكون لاعباً في الفريق؛ لذا يرى كيتس دي فريس أن نجوم الأداء الزائفون يتحولون إلى (فُتوّات) تجيد الإدارة الصورية، وأن أول من يلاحظ سلوكهم السيئ هم مرؤوسيهم، وليس رؤساؤهم.
وأقول لصاحبي البروفيسور الشهير: دعك من قاطني الأدغال فالنجوم التي لا ترى النور موجودة في المدينة.. ولا بد لها أن تبقى بعيدة عن الضوء لأن انعكاس أضوائها المدهشة المليئة بالألق ستخطف أبصار أولئك التقليديين وتأخذ بهم إلى المقاعد الخلفية.. أما مسألة (النرجسية) فهي جد طبيعية لأن الإبداع يا صاحبي الذي يشكل الشخصية يصنعها بصورة لا تستعدي أحداً إلا إذا كان مفلساً (جُبل على ألا يأكل مما يليه).. إنها ليست نرجسية (كرسي متحرك).. إنها نرجسية (كرسي ثابت) لا يستطيع أحد أن يأمرك بتركه.. إنها نرجسية (أم) تحب ابنها وتراه (غزالا) بينما الآخرون يرونه (قرداً).. وهم لم يعرفوا سوى أنه يسير على (أربع).
تبقى التنمية ـ يا صديقي ـ فكر تحدد انطلاقه القيم.. ورغم حالة الانطلاق والتدافع التي تصيب العالم في هذا السباق المجنون الذي لا يتوقف؛ إلا أن حركتنا فيه تبدو متأرجحة نتقدم إلى الأمام، ثم ما نلبث أن نرتد سريعا إلى الخلف.. نجدف عكس هذا التيار الجارف.. نتلمس مواقعنا القديمة رغم إدراكنا أن الماء قد أزالها.
سنظل نخسر كثيرا من أولئك النجوم الذين يتمتعون بصفات استثنائية.. تأخذهم خطواتهم عبر طرق فرعية إلى مناطق هامشية.. لأنهم يجدون كل الطرق الرئيسية مليئة بالوصوليين والمتسلقين.