حب إيه
(حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه...) ولو أردتم أن أكمل لكم بقية أغنية (الست) لما وجدت ذاكرة صاحبكم (الخمسيني) صعوبة في سردها كاملة رغم أنه قد أغلق هذا الباب بالضبة
والمفتاح منذ زمن.
هكذا هو الطرب يا سادة يُحفر في الذاكرة خاصة إذا كان من هذا النوع المشحون بأحاسيس الحب والغرام والهيام.
وصاحبي (عامر) ليس إلا واحداً من ثلاثة أرباع الشعب العربي الذي يترنح يميناً وشمالاً وأماماً وخلفاً ثملاً بالحب و(سيرة الحب).. ولعله يصيح اليوم كما صاح صاحبكم بالأمس.. (عظمة على عظمة يا ست).. (ويا سلام.. يا سلام سلم.. سلام).. (وعلى الدنيا السلام).
المهم أن (عامراً) يا سادة قد شكا لي حباً يملأ شغاف قلبه لفتاة جميلة على خلق.. ولكن أهل المحبوبة ـ وهم من قرابته ـ رفضوا أن يزوجوه لأنه ما يزال طالباً.. وهو يخشى أن يأتي (طارق) أو (سعيد) أو (فائز) فيقطع أحدهم الطريق عليه ويطير بفتاة أحلامه التي هام بها غناءً وطرباً.
ولأنني رجل خبير في شؤون الحب و(أهله) فلا بد لي أن أقف اليوم مع صاحبي (عامر) ورفاق دربه في طرقات الغرام فأقول له: شوف يا (عامر) نحن لسنا ملائكة وميلنا إلى المرأة فطري والجمال والخلق الحسن ينبتان الحب.. ولكن ذلك لا يكفي.. إننا حتى الآن لم ندخل في الجد.
الحب الذي يملأ قلبك اليوم لهذه الفتاة لا يمكن أن نضمن به زواجاً ناجحاً مهما بلغت درجته. الزواج يا صاحبي عالم آخر.. وحب آخر، يختلف عن هذا الذي يعتريك.
الحب الحقيقي يا صديقي سيأتيك بعد الزواج.. إنه شجرة عظيمة تنمو بالعطاء.. بالخير.. بالود.. بالإحسان.
من حقك أن تختار من يرتاح لها قلبك شرط أن تكون فتاة عفيفة شريفة.. ولكن إذا لم يرد الله لك أن تقترن بها فاعلم أن الخير فيما اختاره الله .. والبنات الخيرات كثيرات.
أخلص النية لله يوفقك إلى من إذا نظرت إليها سرّتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك وعرضها.. وهذا ـ لعمري ـ هو النعيم يا صديقي.
وربما وجدناك تغني لهذه العفيفة: (يا ما عيون شغلوني لكن ولا شغلوني إلا عيونك أنت دول بس اللي خدوني وبحبك أمروني) قبل أن تقفل هذا الباب مثلي وتوقف هذه الريح التي عصفت بالكثيرين، وفرقت جمع المحبين وتردد مع المعافين: (أهل الحب صحيح مساكين).. (حب.. إيه).