هل أنا معيون؟
تتقلب في نعم الله.. وأنت لا تدري.. وأهمها الصحة.. لا تستطيع أن تستحضر المرض.. لأنك لا تعاني منه.. وحده المريض من يستطيع أن يصف لك مقدار النعمة التي تنعم بها.. فالتفت إلى أشيائك أقبل عليها بحب، حين يداهمك المرض تطفأ شموع الرغبات.. ويحل البؤس.. ويظهر القلق.. يكسو الدنيا بالسواد.
هل أنا معيون؟.. هل أصابتني عين ما صلت على النبي؟.. لماذا أقول هذا الكلام.. فجأة وجدت نفسي (مش على بعضي).. أكرر الكلام، وأكتب ببطء على لوحة المفاتيح وأطبع الحرف عدة مرات، وإذا أردت أن أنادي أحداً ذكرت اسمه بعد اسمين أو ثلاثة.. حال غير طبيعية.. كنت أخشى أن أكون غير قادر على الفهم والتفكير.. إنهما الحاجتان اللتان لا أقوى على فقدهما.. أتواصل بهما معكم. رحت أقرأ كتاب "الليبرالية الجديدة" لعبد الله الغذامي وأنا أعاني من ألم في الصدر .. قرأت المقدمة لم أفهم سوى أن العالم على كف شاشة وأن الشاشات الثلاث (النت، الجوال، الفضائيات) تكشف لنا الكون كله.. خفت على نفسي.. واصلت القراءة.. لأول مرة أقرأ لعبد الله الغذامي.. ولو أدري ما قرأت له.. (العولمة).. ظهر هذا المصطلح.. رحت أقرأ تحولاته كما يراها الغذامي:
هل شدت العولمة الحبل حتى انقطع...؟
أم شدت الحبل حتى انكسرت الجرة، ستكون الجرة مكسورة.. هي الكرة الأرضية، ثقافة وبشرا...؟
إننا – إذا – أمام كارثة اسمها (العولمة) ومع ذلك لا بد من التسجيل في نادي العولمة عبر منظمة التجارة العالمية، ولهذا التسجيل شروط على الدول أن تأتي بها.. تتسابق الدول للتسجيل وكلما نجحت إحداها شعرت بزهو وغارت منها بقية الدول.. إنها اللعبة الأمريكية يمضي إليها الكل.. لا خيار أمامهم رغم أنهم يدركون أنها تقودهم إلى الهاوية.. ولكن لماذا يشعرون بالزهو ويستجيبون لها حتى وهم يرون أنها تفسد ثقافتهم؟ كيف أقنعت أمريكا العالم بأن هناك ثقافة واحدة على الجميع أن يأكلها ويشربها ويلبسها ويتعاطاها في كل شيء رغم أخطارها التي باتت لا تخفى؟ ها قد وصلنا لمرحلة (النعام) بعد (الحمام) وعلى الدنيا السلام.
الحمد لله أن مشكلتي ليست في الفهم.. الحمد لله.
هل هي العين تصيبني عبر شاشة الجوال؟.. وإذا أردت أن آخذ وضوء من يحتمل أن يكونوا سبباً فيما أصابني فكيف آتي بهم؟.. هل من طريقة تأتي بها العولمة لي لأخرج من هذا الذي لحق بي عبر هذه الشاشة.. ابعثوا بأثركم عبر الواتس أب.. كيف؟ لا أدري.
bajunaidm@hotmail.com