صفعة سعودية لإيران

في أول تصريح للجانب الإيراني على حادثة الاعتداء على السفارة في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد السبت الماضي؛ قالت طهران إن قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران سياسة غير عقلانية تزيد التوتر في المنطقة.
وأنا أقول: كيف يمكن لعاقل أن يتعامل مع هذا التناقض الإيراني بين ما يصرحون به وما يفعلونه.. فها هو الناطق باسم الخارجية الإيرانية يصرح بعد الاعتداء على السفارة والقنصلية بأن إيران ستواصل سياساتها القائمة على دعم الاستقرار والأمن في المنطقة ولن تنجر إلى اتخاذ قرارات قائمة على استفزازات بعض الدول، ولا أدري عن أي أمن واستقرار يتكلمون أهو الذي عاشته اليمن وتعيشه سوريا أم ذلك الذي يحدث في العراق. إنهم بالفعل يبرهنون عن سياسة عدائية قائمة على الإقصاء.. حتى (الكورة) دخلت مستنقعهم السياسي فأصبحنا نرى الجماهير تلعب بالنار وتحمل شعارات استفزازية للفرق السعودية أمام مرأى ومسمع الجنود الإيرانيين الذين يبتسمون ولا يستنكرون.. ليثبتوا تواطؤ الحكومة ومباركتها لهذه الأفعال العدائية الصريحة إن لم تكن هي المحرضة الأولى لها.
ودائماً ما يأتون بعد القرارات الحاسمة بلغة أصابها الوهن يعبرون بها عن عجزهم في بلوغ مبتغاهم.. كيف لا وهذا الرد السعودي يأتي حازماً مرة أخرى (قطع العلاقات الدبلوماسية) مع إيران.. صفعات تظل إيران تتلقاها يوماً بعد يوم من القيادة السعودية.. لا يملكون معها إلا أن يستيقظوا من حفلتهم التي أضرموا فيها نيران كراهيتهم بعد أن أدركوا أن عليهم الاعتذار للعالم عبر رسالة تم إرسالها إلى مجلس الأمن الدولي، أعلنوا فيها عن أسفهم للاعتداء على السفارة السعودية، متعهدين فيها بعدم تكرار الاعتداء على البعثات الدبلوماسية، ولا أدري من الأولى بالاعتذار؟ وما هو جديد العقلانية الإيرانية.


bajunaidm@hotmail.com