2016-02-05 | 01:52 مقالات

وصاحت الدجاجة

مشاركة الخبر      

وأخيراً صاحت الدجاجة وطالبت بحقوقها أسوة بغيرها في المزارع الأخرى، ولم يكن أمام الديك سوى الاستجابة للطلب شكلاً وتركه يسير مضموناً في ذلك المسار المظلم من دهاليز (البيروقراطية).. مشدداً على أن الدجاج في المزارع الأخرى لا يستحقون ما يأخذون.. ليس ذلك لضعف الإنتاج وانخفاض الجودة - وهو ما بات معروفاً عن تلك المزارع الكبيرة - ولكن لأن النظام الذي سن منذ أن (حفروا البحر) ليس فيه نص يجيز منح تلك الامتيازات - كما ظل يردد ذلك الديك الكبير لدجاجه فيما (طارت) الدجاج في المزارع الأخرى بـ (أرزاقها)!.. وبعد ترقب طويل ظهر القرار (الخطير) بالموافقة على منح كل من له (عرف) طويل وترك الدجاج على حاله (المرير).
ثار الدجاج على القرار لأن التمييز في المنح والحرمان كان مبنياً على (الشكل)، فهم يؤدون نفس المهام ويلتزمون بكل ما يضمن تحقيق المعدلات المطلوبة من الإنتاج وفق مواصفات الجودة العالية التي ظلت تتميز بها (المزرعة).
ثارت الدجاجة وملأت المزرعة ضجيجاً، واختفى صوت الديك.. قبل أن تأتي الأخبار برحيله.. ذهب الديك القديم لأنه لم يكن يعمل من أجل مصلحة الدجاج.. ثارت الدجاجة وأعلنت رفضها لواقع لا يليق بخصائصها الفريدة.. مطالبة بحقوقها التي لا يمكن تجاهلها ولا يستساغ إحالتها لنظام جامد يرتهن للشكليات ويمتلئ بالثغرات وتكثر فيه التأويلات.
تستطيع الدجاجة أن تعمل وتبيض دون ديك.. ومع ذلك تملأ (الديكة) الدنيا صياحاً.. والدجاج يقبلون ذلك.. المهم أن تكون الظروف في المزرعة تساعد على الإنتاج.. بمعنى أن يكون لهم بعض من (نصيب) الديك وأعوانه من تلك الامتيازات الكثيرة.. المزرعة لا يمكن أن تبقى دون (ديك).. تدرك (الدجاجة) ذلك ومع ذلك راحت تتخيل ديكاً مختلفاً يدير هذه المزرعة ذات السلالة (النادرة) من الدجاج، والجودة العالية في الإنتاج.. يقودها إلى الأمام بعد أن اثبتت تقارير خبراء (أجانب) حاجتها إلى عمل (استراتيجي) يعطي اهتماماً أكبر لهذه الفصيلة الرائعة من الدجاج.. كل ما تأمله الدجاجة وتترقبه من الديك الجديد أن يأخذ الجميع حقوقهم كاملة وأن لا تتم مماطلتهم ومن ثم مصادرتها بإحالتها إلى (الضوابط).. ضوابط (الحرمان).
ونامت الدجاجة وهي تحلم بـ (ديك) فصيح اللسان بليغ البيان، ينافح من أجل مصلحة الدجاج، ولا يتحيز لأصحاب الأعراف الحمراء الطويلة، والألسن التي تتلون بالمدح والقدح.. تظل في المزرعة تصيح يعيش الديك الجديد.. يسقط الديك القديم.
وتحقق حلم الدجاج بعد صبر طويل.
bajunaidm@hotmail.com