حبيّب
كلما أتيت الناس بحل؛ قالوا لك: هذه مثالية.. كن واقعياً.
معهم حق؛ فقد اختلطت الأمور علينا وأصبحنا في (ورطة حقيقية) تجعلنا غير قادرين على قبول ما هو غير مألوف وممارس ومشاهد.. نعم لقد بات الوضوح (سذاجة).. وكتمان ما ينفع الناس (رزانة).
حينما يقال عن شخص إنه (ثقيل) فاعلم أنه قد وضع بينه وبين من ارتبطت أمورهم به حواجز وحواجز.. وإذا استطعت أن تخترقها مرة فستكتشف أن صاحبنا (الثقيل) يحتاج لقبه (الكبير) إلى إضافة (نكرة) ليصبح بكل جدارة (ثقيل طينة).. ولو أن الأمر بقي في دائرته الشخصية لقلنا: (ما لنا وما له.. الله يعين أهله وعياله).. ولكن هذه الشخصية غير السوية تدير مصالح الناس، وهي من البلايا الأزلية التي تقدمها لنا المحسوبية والشللية.
والحل؟
لا بد أن تبقى في دائرة الشكلية.. أنصارها ـ يا صاحبي ـ كثيرون.. وهي التي تكسب دائماً فيما يخسر الورعون.
عن أي ورع تتحدث؟
عن ذاك الذي يفصل فيه ما بين الحلال والحرام.. الحرام يا سادة منتشر.. مشكلتنا أننا نحصره في الأكل والشرب.. نتعامل معه على طريقة بعض السياح العرب المسلمين الذين لا يتذكرون الحلال إلا حين يجوعون.. وإذا ما شبعوا صار كل شيء حلالاً بلالاً.. يرتعون فيه حتى أنوفهم، ولا يشبعون.. ينظرون إلى إنائك الصغير.. تقتلهم (الغيرة) حتى وأنت موظف صغير.
وما السبب يا نجيب؟
الشكلية ـ يا حبيبي ـ من قال لك أن تأتي بهذا الجديد الذي لا يجيدونه.
وماذا أفعل؟
خلك مسالم يا (سالم).. وحاول أن تحصل على ذلك اللقب الذي يمنحك كل ما تريد.
ما هو يا نجيب؟
(حبيب) أو (حبيّب).. بالتشديد.. وكلما كنت (حبيّب) كان أفضل.
هذا عجيب.. وغريب.
ما غريب إلا أنت وصاحبك.
أترك عنك الورع وخليك واقعي.
ها قد عدنا من جديد.
إنه الطريق (الوحيد) يا صاحبي.. لا (جديد).
إلى متى؟
إلى أن يصلح حال المعلم في التربية والتعليم.
bajunaidm@hotmail.com