(المقهوي).. ثابت والبقية متحركون
كيف استغنى الأهلي عن (إيرك)؟.. وهو صاحب التمريرات الساحرة والمتقنة وصاحب القذائف الصاروخية.. احمي مرماك بحصون دفاعية قوية وأحضر مثل هذا البرازيلي الممتع ولا تكلفه بأدوار دفاعية حتى يروق ويعطيك أكثر مما تتوقع.. لا أحد يمكن أن ينسى أحمد الصغير (رحمه الله).. كان عبقرياً ومع ذلك وجد في المنتخب مدرباً جامداً يحب الدفاع فتحول من صانع ألعاب إلى وسط أيمن يغطي الظهير عبد الله غراب.. وهذا من العجب العجاب الذي رأيته.
مدربو اليوم ينظرون إلى اللاعب بتكامل ولا يحبون من لا يدافع، وأنا أقول خير وسيلة للدفاع الهجوم.. كورة يستلمها (إيرك) وهو مرتاح ويلعبها للفنان (الرايق) عمر السومة لن تكون إلا في الشباك لأن القدمين تعملان والرأس فنان.. يعني أصعب دفاع يتحول (شربة) على طريقة الظريف الحريف (محمد معشي).
لكن لا أقول سوى طارت الطيور بأرزاقها وتحول ذاك الساحر إلى نجران.. جاءه بوزن زائد فسوى (الهوايل)، فكيف هو الحال لو استعاد رشاقته ولياقته؟
أخطأ (جروس) أمام الهلال بإنزال (ماركينيو) على حساب (المقهوي) اللاعب التكتيكي الفنان فانكشف دفاع الأهلي لأن (فيتفا) لا يدافع و(ماركينيو) هو الآخر لا يدافع وليس مقنعاً في حالة الهجوم.
خسارة الأهلي لبطولة كأس ولي العهد لم تكن بسبب قوة الهلال الذي تجلى في النهائي الكبير؛ بل جاءت بسبب التغييرات التي أحدثها (جروس) بالفريق وأربك بها أهم خطوطه.. الوسط يا (جروس) لعبة المدربين ومفتاح حلول المهاجمين و(المقهوي) ثابت والبقية متحركون.. إنه أصغرهم وأنشطهم وأمكرهم.. لاعب لا يخسر كرته إلا بخطأ يرتكب عليه، وهو فوق ذلك يؤدي الشق الدفاعي على أكمل وجه، إضافة إلى أنه يعرف طريق المرمى أما صناعته للأهداف فاسألوا (السومة) و(مهند) عنها. عاد متجلياً ليلة الأربعاء أمام (ناساف الأوزبكي) وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه فارفق به وبجماهير الأهلي يا (جروس).