نافذة واحدة .. لا تكفي
نار أنت لا تخمد.. لكن ستجدني عاصفة من ماء.
لن تتمكن من إيقاف هذا القذف الجائر إلا بطريقة واحدة.. تجاهلهم وتفرغ لعملك.. التفت إلى ذلك الدور الذي لا تسعفهم قدراتهم للقيام به.
الادعاء يمتد كالظل حين تبتعد عنه الشمس.. سيظل هؤلاء يعيشون على القشور.. يقتاتون من الوهن.. يهنئون به لأنهم ألفوه.
كلما ضاق صدري مضيت إلى وحدتي. وتساءلت في حيرة:
لماذا تغلق الأبواب؟
ندعي الوطنية.. ولا نتخلى عن أبسط أشيائنا من أجل الآخرين.
ندرك أخطاءنا.. نميزها كما نميز الصواب.. لكننا نظل نمارس الخطأ طواعية.
هذا وطني.. كلما اقتربت منه أطلت وجوه لا تشبهه.. كلما اقتربتُ منها نكرتني.
لن أدع إهانتهم لتستقر في أعماقي، فهي لا تهضم وعلي أن أقذفها إلى الخارج.. من أجل وطني.
إياك أن تطل على الحياة من نافذة واحدة.. نعم نافذة واحدة لا تكفي، وإياك أن يغريك اتساعها فتركن لها تتجه نحوها بكل حواسك.. تشغلك عن التفكير فيما سواها من نوافذ حتى وإن بدت صغيرة.. تهملها بل وقد تتركها بالكامل قبل أن تقفلها بالضبة والمفتاح وترمي بالمفتاح من نافذتك المفضلة دون اكتراث.
كالقطار تتجه نحو المحطة القادمة مستسلماً.. تسير بملامح صامتة.
السعادة تصبح كالحزن إذا لم يشاركك أحد لحظاتها.