2016-03-18 | 03:05 مقالات

ابنوا الأجسام لتستقيم العقول

مشاركة الخبر      

قليلون هم الذين يمارسون الرياضة رغم أهميتها وحاجة الجسم لها لتجنب تلك الأمراض التي باتت مألوفة (ضغط، سكر، التهاب مفاصل... الخ).. وستتسع دائرة المصابين بها طالما أن أغلب من يسمون أنفسهم رياضيين يكتفون بمتابعة المباريات ولم يكلفوا أنفسهم ولو حتى بـ (المشي) لنصف ساعة يومياً.
ومن أكثر المطالبين بأن يكونوا مثالاً يحتذى به في مظهرهم الرياضي ما يطلق عليهم مسمى (النقاد الرياضيون) أولئك الذين أضحوا اليوم أبطالاً لمقاطع الـ (يوتيوب).. يحققون أرقاماً خيالية للمشاهدة، بعد أن تفرغوا للصراع بملاسنات يضيع معها موضوع الخلاف.. وتبلغ الإثارة ذروتها حين يسعى كل واحد إلى إسكات الآخر.. فيما الجماهير الغفيرة تنتظر ـ بشغف ـ نتيجة تلك المعارك الكلامية التي قد تنتهي على طريقة (نتقابل في الصرفة).
ويبدو أن معظم هؤلاء المتصارعين (على الهواء) لم يلعبوا الكرة، ولم يتذوقوا طعم الأداء الجميل.. ولو أنهم فعلوا لما وصل بهم (التعصب) إلى هذا الحد من (الانفلات).
ولا شك أن هؤلاء يحملون قصوراً فكرياً وأخلاقياً سيساهم في إفساد ذائقة المتلقي والتعدي على القيم الجميلة في (أدب الحوار)، وتشكيل جيل متسرع في أحكامه.. متهور في استخدام ألفاظه. باختصار سيصبح البطل (المتوج) في ذلك الصراع مثالاً للصغار المغرمين بـ (السوبرمان).
وكل ما أخشاه على هذا (السوبرمان) ألا يصمد قلبه فيسقط مغشياً عليه في لحظة انفعال.
صالات اللياقة البدنية مفتوحة.. اذهبوا إليها لا لتبنوا أجساماً مفتولة العضلات، وتصبحوا أبطالاً في كمال الأجسام، وإنما لتنزلوا عن كاهلكم هذه الأرتال من الشحوم التي تطوقكم، وتشكل ملابسكم بتضاريس يطلق عليها مصطلح (سمنة).. ابنوا الأبدان لتستقيم العقول، إنها علاقة طردية تثبتها تلك المقولة الشهيرة (العقل السليم في الجسم السليم).