2016-03-23 | 02:19 مقالات

ثقافة التشبيك

مشاركة الخبر      


يبدو أن درجة "حب التملّك" في مجتمعنا أكثر من غيرها رغم أن منطق الدين والعادات والتقاليد يؤكد أننا الأكرم والأكثر مشاركة، فما بال بعضنا أصبح يعيش حياته متسلطاً على غيره تدفعه رغبة الاستحواذ المنبثقة من "حب التملك" الذي تحوّل إلى "ثقافة التشبيك".
"تشبيك النجوم" يقوم به النادي الذي يكدّس لاعبين لا يحتاج إليهم بهدف عدم تمكين المنافسين من التوقيع معهم والاستفادة منهم، وكم من نجم يستلم مئات الآلاف كراتب شهري وهو يجلس على دكة البدلاء، فتتراكم الديون على النادي ويخفت بريق النجم وتخسره الكرة السعودية.
"تشبيك المناصب" يمارسه المتشبثون بالكراسي بحيث يحرمون الشباب من التقدم الوظيفي، فتصبح المستويات العليا من الإدارة أشبه بعنق الزجاجة بسبب تمسك الحرس القديم بمناصبهم وعدم فتح المجال لغيرهم للتقدم وارتقاء السلّم الوظيفي فتشيخ الإدارة معهم ويموت الابتكار.
"تشبيك الإعلام" يتسلط به صاحب النفوذ على بعض الإعلاميين فيسلبهم حرية التعبير واستقلالية الرأي من خلال فرض سياسته الإعلامية عليهم إما بالعقود الحصرية أو بفرص الظهور والشهرة، فتمسخ صورة بعض إعلامنا الرياضي ويفقد شخصيته وهويته وبريقه.
"تشبيك الاستثمار" يتفنن به من يفرض قيوداً على المستثمرين في الرياضة دون أن يحمي حقوقهم التجارية، فيترددون في الدخول للاستثمار الرياضي فتقل الموارد المالية لأنديتنا مع تزايد مصاريفها، فتكون النتيجة الحتمية تراكم الديون التي تعيق الحركة الرياضية.
"تشبيك القرارات" ينتهجه المسؤول البيروقراطي الذي لا يريد لقواعد اللعبة أن تتغير، لأنه الكاسب الأكبر من بطء دوران عجلة التقدم بالمجال الرياضي، وهو على يقين أن التطوّر سيجلب معه تقنيات إدارية واستثمارية وإعلامية لا يستطيع مواكبتها، فيجد في تعطيلها السبيل الوحيد للسيطرة عليها.

تغريدة tweet:
"تشبيك المطاعم" نوع جديد ظهر في الإجازات المدرسية القصيرة حيث يفرّ السائح السعودي بحثاً عن متنفس في المدن التي يعشقها، ومن الطبيعي أن تكون له أماكن يفضلها على غيرها، ولذلك يزداد الطلب والزحام على مطاعم بعينها بسبب رغبة الجميع في تلك الأماكن، ولكن المفاجأة أن بعض الأثرياء يقرر استعراض قوته المالية فيقوم بحجز ذلك المقهى بالكامل طيلة أيام الإجازة، فيدفع قيمة كامل المقاعد ليتحكم في تحديد الزبائن الذين يسمح لهم بالجلوس، ولم أجد مبرراً لهذا السلوك الغريب سوى انتشار "ثقافة التشبيك"، وعلى منصات التثقيف نلتقي.