2016-03-25 | 03:16 مقالات

سلموا لي على (عقدة) حائل

مشاركة الخبر      


هذه حائل الجمال أزورها من جديد أكتشف فيها مرة بعد مرة أشياء تأسرني.. أسأل أبحث عن سر هذا الحب فيأتيني صوت شاعرها عثمان المجراد صادحاً:‎‎

مثل الذهب مهما علا فوقه غبار‎
يبقى مدى الأيام سلعة ثمينة‎
ومثل المطر مهما المطر هل مدرار‎
لو غاب عام صاحت الناس وينه‎ ‎

ها قد أصبحت متيماً بها يا عثمان.. فمن يصبر عن المطر؟
للمرة الثانية كنت على موعد مع أبي محمد مثيب عبد العزيز الشمري الرجل الخبير المهتم بالتراث وصاحب متحف أطلال الماضي، فقد أضحى دليلي.. وما أجمله من دليل، في الخامسة مساءً كان ينتظرني ببهو الفندق. انطلقنا بسيارته.. ذهبنا نكتشف أماكن جديدة في عروس الشمال. أخذني في نزهة جميلة لقرية (عقدة) التي تقع في حضن جبال أجا، وهي تعد من أشهر المعالم السياحية في المنطقة لقربها من مدينة حائل؛ إذ لا يفصل بينها ‏وبين المدينة إلا جزء صغير من الوادي.. كنت مبهوراً بجمال شعابها ونخيلها وأشجارها.. بساتينها الغناء تجود بأنواع مختلفة من الخضراوات والفواكه، يعرضها المزارعون للبيع على أطراف القرية، وقد كانت في السابق مصدراً للمنتجات الزراعية لحائل. وقد ذكر لي أخي مثيب أن عقدة تشهد خلال الصيف ‏وأيام الربيع إقبالاً من الأهالي والزوار للتمتع بمناظرها الطبيعية وتربتها الحمراء وهوائها ‏العليل.
ها هو أميرها الشيخ مياح معاشي ‏الشمري يعبر عن ذلك.. يصفها بأبيات بسيطة:

لي ديرة في غرب حايل
حمر هضابه منيــفه
عقدة ملم الـقبايل
بالقيض محلا مصيفه
كم واحد جـاه زاير
يبغى هواه النظيفه ‏

مظاهر الجمال تطوق عقدة تؤهلها لأن تكون ‏أحد أشهر ‏المواقع السياحية بالمملكة وليس بحائل فقط، أدرك بعض أبنائها ذلك فبذلوا جهوداً كبيرة للنهوض بها وتطويرها ولعل أبرزهم عبد الكريم النمر معلم التربية الفنية الذي قام بعمل مجسم (القيلة) بمدخل عقدة وهو عمل يبرز مقدرة فنية عالية لهذا الابن البار الذي لم تتوقف أعماله في محيط القرية فراح في عام 2008 ينشئ سوقاً شعبياً على الطراز القديم برالي حائل. ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها النمر ورفاقه للنهوض بالقرية إلا أنها ظلت مهملة تعاني من نقص في الخدمات فلا سفلتة كاملة لشوارعها ولا إنارة ولا نظافة ولا حتى برج للاتصالات؛ فهل يتم الالتفات لصاحبة الفناء الجميل المتسع والجبال التي تضوع برائحة النعناع؟.