2016-04-29 | 04:21 مقالات

أهلي ما في "زيو"

مشاركة الخبر      



تجلى الأهلي أمام الهلال وقلب تأخره بهدف إلى فوز بـ(الثلاثة) أثخن بها شباك الزعيم الذي فوجئ بإعصار أهلاوي منذ الدقيقة الأولى لشوط المباراة الثاني.. بسلاسة التمريرات وسرعة افتكاك الكرة من الخصم وذلك التفاهم العجيب بين لاعبيه.. عاد الأهلي للمباراة وكان لا بد له أن يعود.
ما حصل في ملعب الجوهرة المشعة لم يكن شيئاً غريباً لمن يعرف إمكانات هذا الفريق (الراقي).. حتى النتيجة الثقيلة التي أصابت مرمى الهلال كانت طبيعية، بوجود لاعبين كبار.. قلت في المقال السابق إن الأهلي يملك خط وسط قوي هداف بوجود المؤشر وفيتفا وبصاص والمقهوي وماركينهو والقائد الخبير المخضرم تيسير ولا أنسى باخشوين ودوره المهم طوال الدوري، كما يملك مهاجماً فذا هو عمر السومة يستطيع أن يسجل من أنصاف الفرص بل ويصنع لنفسه ولغيره فرصاً للتسجيل، بل ويتمتع بقدرة عالية على التسجيل من الكرات الثابتة القريبة والبعيدة. إضافة إلى أنه يملك دفاعاً متماسكاً بوجود السباعي أسامة ومعتز وآل فتيل وعبد الشافي ومنصور وعقيل والزبيدي وحراسة ممتازة بوجود الخبير المسيليم، والغائب الحاضر في قلوب الأهلاويين عبد الله المعيوف. وقلت أيضاً إن الأهلي مهيأ لكسب اللقاء بقليل من الحظ. وقد تجلت كل هذه المعطيات في لقاء الهلال فانهار الزعيم سريعاً.
قد يكون غياب الراقي عن بطولة الدوري طويلاً.. وانتظاره مريراً.. ولكن عودة الأهلي جاءت مدهشة متألقة بالإبداع والإمتاع لتنسي محبيه مرارة البعد بوصال استثنائي.. كأجمل ما يكون تناهى هذا الأهلي في إقناعنا بعلو كعبه.. فراح يسجل أرقاماً قياسية في الدوري فهو صاحب سجل خال من الهزائم لأكثر من إحدى وخمسين مباراة، وبقي دفاعه الأفضل بـ(17) هدفاً في مرماه، وبات هدافه (السومة) الذي سكن قلوب مجانينه على موعد من التتويج بلقب هداف الدوري بتسجيله (22) هدفاً قابلة للزيادة في الجولتين الأخيرتين. ولا أدري هل يكملها هجومه بلقب الأكثر أهدافاً و(يكوش) على جميع الأرقام؟
بالطبع لم يكن كل ذلك ليأتي بضربة حظ؛ فقد نضج الأهلي خلال أربع سنوات من البناء.. ظل خلالها يقدم عروضاً قوية توجها ببطولات مختلفة ولكن الحظ العاثر مع بطولة الدوري كان له بالمرصاد.. لم يستسلم الملكي ازداد حرصاً على تحقيق الحلم الذي عانده لأكثر من ثلاثين عاماً إلى أن جاءت ليلة كانت بالنسبة للاعبين والجهاز الفني والإداري تمثل امتحاناً لإرادتهم لصنع الإنجاز التاريخي المنتظر.. كانت ليلة ولا أحلى تجلى فيها الراقي ليكسر حظه العاثر ويجود على عاشقيه وعلى رأسهم خالد بن عبد الله (يراضيهم) على صبرهم ووقوفهم المتجدد معه في الحلوة والمرة.. وأخيراً نجحت إدارة مساعد الزويهري بتحقيق اللقب الغائب بعد جهود كبيرة من إدارة الأمير العاشق فهد بن خالد.
هذا هو الراقي.. الملكي.. اختارته القطرية لترعاه عربياً فرعاها.. وكلاهما لايق على الآخر.. القطرية حلقت مع الأهلي إلى آفاق عليا وستزداد ألقاً به.. لعلها حينما اختارته قد سمعت جماهيره وهي تتغنى به: "محلاه محلاه.. أهلي ما في زيو".