الملك لله
هذا شهر القرآن أهل علينا .. فيا رب امنحنا فيه هداياك الثمينة: رحمة، ومغفرة، واختم لنا بعتق من النار.
اليوم نعيش مع آية من كتاب الله الكريم حري بنا أن نتوقف عندها نتأملها، نتدبرها، لنستعيد رشدنا، من وراء هذا الركض المجنون الذي أتعبنا، أفقدنا صفونا.
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران: 26).
نصاب بالضعف.. تأخذنا هموم الدنيا نفكر فيها كثيرا نبحث عن حلول لمشاكلها نلجأ للناس. لا بأس نأخذ بالأسباب. ولكن يجب أن نحفظ كرامتنا فلا نذل لأحد كائناً من كان.. نتذكر موقنين بأن لله الملك كله، هو الذي يمنح الملك ـ من مال وتمكين في الأرض ـ من يشاء من خلقه، ويسلب كل ذلك ممن يشاء، ويهب العزة في الدنيا والآخرة من يشاء، ويصيب بالذلة من يشاء، بيده خيري الدنيا والآخرة، وهو ـ وحده ـ القادر على كل شيء.
أي سلام تعيشه مع نفسك وأنت تؤمن بهذه الحقيقة.. وفي الحديث التاسع عشر من سلسلة الأربعين النووية سلوتنا.
عن أبي العَبَّاس عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْاسٍ رَضي اللهُ عنهما قال: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يًوْماً، فقال: "يا غُلامُ، إنِّي أُعَلِّمُكَ كلِماتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَك، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجاهَك، إذا سأَلْتَ فاسْأَلِ اللهَ، وإذا اسْتَعنْتَ فاسْتَعِنْ باللهِ، واعْلَمْ أنَّ الأُمَّة لَو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وإن اجْتَمَعُوا على أن يَضُرَّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضُروكَ إلا بِشَيء قد كَتَبهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيحٌ.
وفي رواية الإمام أحمد: "احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاء يَعْرِفْكَ فـي الشِّدةِ، واعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، ومَا أَصابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، واعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مع الصَّبْرِ، وأنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وأنَّ معَ الْعُسْرِ يسرا".