شيء من أمي
كلما حدثتك في الهاتف اشتقت إلى لقائك أكثر.. وتمنيت أن أبدأ معك صباحاً على (جبنة وزيتون وحلاوة).. إفطار يتناهى في (اللذة) وأنا أستمع إلى حكاياتك التي لا يعرف الملل إليها طريقاً حتى وهي تعاد لعشرات المرات. أي أنس هذا الذي تنثريه.. أي (نور) هذا الذي تحمليه.. لم يعد لي غير صوت وذكريات أجمعها في رأس أثقله (الوهم) ويحتاج إلى إعادة (فهم) لمعاني الحياة بين ذراعيك.. سيدتي، ما زلت صغيراً أنتظر الأطعمة والحلوى والألعاب! ما زلت صغيراً أتذكر كل شيء.. صورتك أستعرضها في تسلسل زمني تتغير فيه الملامح والألبسة.. وتبقين فيها (الأم) التي لا تتغير..
قالت لي:
لا تدنو للأقدام..
ارفع رأسك..
عش بكرامة..
يسلم رأسك.
كنت صغيراً..
يسكنني الحب.
كنت يتيماً..
لم أجد الأب.
ذهب محمد..
جاء محمد..
والأم غدت أباً.
لم أشعر أبداً باليتم..
كانت لي..
أخ.. أخت..
وصديقة عمر..
لم أشعر أبداً باليتم.
الحب هو الحاكم دوماً..
وبقدر الحب..
يكون الفقد.
لا أب.. لا بأس..
اهنأ يا أبتي..
فمع أمي..
لم أشعر أبداً باليتم.