2016-09-05 | 04:42 مقالات

المباراة الأهم في تاريخ رياضتنا

مشاركة الخبر      

لا يخفى على المتابع البسيط للحركة الرياضية الوطنية السعودية ما تعيشه خلال الفترة الحالية من رغبة واضحة في التطور والنهوض بالمنتج الرياضي الوطني.. والتطلعات الكبيرة للمهتمين والمراقبين على حدٍ سواء لمشاهدة المشروع الوطني الرياضي وهو يسير وفق منهجية التغيير الوطنية الشاملة التي باتت ملامحها تظهر في مختلف القطاعات والأعمال.
لكن هذا الأمر وتلك التطلعات ستظل حبيسة في مفهوم "الرغبة" وبذلك ستكون قابلة للحدوث أو الفشل لا قدر الله.. وستبقى على ذلك المفهوم وتلك الحالة ما لم تستطع المنظومة الرياضية من تجاوز أهم عقبات ومعوقات التقدم والتطور وهي "الرجعية".. فهي الخصم العنيد الذي لن يستسلم بسهولة.. ولن يترك مكانه في الميدان معترفاً بالهزيمة.. ولن يرضخ لواقع خصمه وقدراته.. وكيف تستسلم "الرجعية" وهي محاطة بالكثير من عوامل الدعم.. وأدوات البقاء؟!
يبدو لي هذا المشهد بمثابة المباراة المصيرية.. التي نقف في ذلك المدرج مصطفين لمتابعتها.. وسط لهفة بالغة وترقب كبير لانتصار "الإصلاح" على خصمه "التخلف".. مباراة ننتظر أن يحسمها "الإصلاح" لصالحه في الوقت الأصلي.. ليتأهل مباشرة إلى مصاف دوري المحترفين في "صناع الرياضة".. وهو الدوري الذي يعتقد البعض أننا جزء منه فيما نحن في الواقع بعيدون عنه كل البعد.
عقلاء المدرج يراقبون وقائع المباراة وسط مشاعر متضاربة.. فثقتهم في قدرة "الإصلاح" على الانتصار يقابلها شعور مشابه في القدرة بتخوفهم من "خبث" أسلوب الخصم وقدرته الفائقة على المراوغة والالتفاف على القوانين.. والأدهى من ذلك هو قدرة ذلك الخصم على التمثيل أمام التحكيم الذي يقف هو الآخر متأرجحاً بين رغبته في تطبيق النظام وفرض العدالة من ناحية.. وخوفه من تبعات التزامه بالقوانين من ناحية أخرى.
يقف العقلاء في ذلك المدرج وهم يشاهدون السيطرة المطلقة لـ"التخلف" وتحكمه في سير مجريات المباراة.. وهو الأمر الذي لم يكن ليحدث لولا أن "الإصلاح" قد منح مساحة غير مستحقة لخصمه مما جعله يفرض أسلوب الفوضى على دقائق المباراة.. وبالتالي فإن هذا المؤشر السلبي سيضع "الإصلاح" في موقف محرج في المنافسة وسيعزز من فرص "التخلف" مما يجعل العودة إلى السيطرة أمراً بالغ الصعوبة.
وفي هذه الأثناء الحاسمة من عمر اللقاء.. نجد أن أنصار "التخلف" وقد أطلقوا كل طاقاتهم في ذلك المدرج دعماً لفريقهم مستخدمين أبشع عبارات العداء.. وجمل الشحن والكراهية.. باعتبارها الأهزوجة المفضلة لعناصر فريق "التخلف".. فيما اكتفى أنصار "الإصلاح" بتبادل التحليل الفني لوضع فريقهم.. والحيرة تملأ حواسهم.. وذلك لمعرفتهم أن فريقهم يملك كل مقومات الحسم وإنهاء المباراة لصالحه فهو الفريق المتسلح بعناصر وأدوات أكثر احترافية ورقياً وخبرة من خصمه.. إلا أن المدرب لم يوظفها التوظيف الصحيح.. ولم يستفد ذلك المدرب من الفوارق الفنية التي يمتلكها فريقه.. لذا فإن الحسم فيما يبدو سيتأجل.. وقد تكون الكارثة والمفاجأة غير المتوقعة فيخسر "الإصلاح" أمام "التخلف".
فهل سينتبه مسيرو فريق "الإصلاح" لهذا الخلل.. ومن ثم استعادة التحكم والسيطرة في المباراة في وقت حساس من زمن اللقاء؟ هل سيتحرك اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية لوضع حدٍ لسيطرة "التخلف" عليهم؟
كلنا بانتظار الحسم.. افعلوها من أجلنا.. ومن أجل وطن ينشد التواجد الدائم بين محترفي "صناعة الرياضة" في العالم.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.