التوثيق ونفوذ الدكة
أدرك أن الكثيرين تناولوا موضوع "لجنة توثيق البطولات" وقدموا العديد من الآراء ووجهات النظر تجاه ذلك المشروع الوطني الذي جاء متأخراً ومتزامناً مع الفكر التطويري لإعادة صياغة وصناعة الرياضة في وطننا الحبيب.. كما أنني أدرك في الوقت ذاته طبيعة ما صاحب تلك المهمة من تعاط واسع على كافة مستويات وشرائح الرياضيين وهو أمر طبيعي وغير مستغرب تفرضه أهمية وقيمة هذه الخطوة ودورها المستقبلي في إعادة تأسيس "علمي" لرياضتنا التي تحتاج الكثير من "المنهجية" والوضوح في المعالم .. وطمس الكثير من المساحة الضبابية فيها والتي حجبت عنا رؤية واقعنا .. ناهيك عن كونها عطلت رؤيتنا لمستقبلنا.
وتكمن صعوبة تنفيذ هذه المهة في عدة جوانب إلا أن أصعبها هو المقاومة والرفض والتسطيح والتهميش والتشكيك في الفكرة وأسلوب العمل وهي الإشارات التي ظهرت على السطح بمجرد الإعلان عن توثيق البطولات و ارتفعت حدتها مع اقتراب موعد الإعلان عن نتائجها .. وستصل إلى ذروتها بعد الإعلان الرسمي عن النتائج.
وعلى الرغم مما تجده لجنة التوثيق من الدعم والثقة من القيادة الرياضية الوطنية إلا أن على أعضائها في الوقت ذاته إدراك طبيعة المرحلة التي وجدوا فيها .. فهي المرحلة التي استطاع فيها النفوذ أن يحقق الكثير من أهدافه .. المرحلة التي أصبحت فيها قرارت التحكيم تتأثر من أصوات وتدخلات الدكة .. وهي ذات المرحلة التي فشل فيها صاحب القرار من اعتماد مكان "دكة الاحتياط" في مباراة مجدولة وفقاً للنظام.. وكيف يستطيع اعتماد مكان الدكة وقد استجاب مسبقاً لنقل مكان إحدى المباريات من مدينة لأخرى.
عموماً .. لم تكن حالة الدكة إلا رمزية سريعة لوصف حالة الضعف والانصياع التي ظهرت منذ فترة ليست بالقصيرة في عمر رياضتنا الوطنية .. والتي تأثرت كثيراً من أصوات وأقلام وتدخلات أذعن لها البعض للأسف .. وكانت نتيجتها تأخرنا كثيراً في مسار التطوير والتقدم.
أما الأمر الأكثر غرابة في هذا الشأن هو اعتراض تلك الأصوات على نتائج لم تعلن مسبقاً، وهو ما يؤكد بشكل قاطع رفض تلك الفئة لكل أمر له علاقة بالمنهجية أو المنطق أو العمل المؤسسي المبني على أسس علمية .. فهم كانوا ولا يزالون أعداء "الرقم" وخصوم "القانون".
إلا أن ما يجعل التفاؤل يجد له مساحته في عقولنا هو الثقة بالله أولاً .. ثم وجود ذلك الاهتمام والرغبة والدعم من الرجل الأول في الرياضة السعودية وحرصه على إنهاء هذا الملف الجدلي على مر تاريخ الرياضة السعودية .. والأمر الآخر هو نوعية وشخصية رئيس فريق العمل المكلف بهذه المهمة والذي يشهد له كل من عمل معه بإخلاصه وأمانته ومراعاته للمصلحة العامة كما نحسبه .. والتي ترجمها بالعديد من النجاحات في مختلف المواقع القيادة التي ارتبط بها .. أخي وصديقي تركي الخليوي وأعضاء فريق العمل معه .. أنتم أمام أمانة عظيمة .. نحسبكم والله حسيبكم قادرين على تحملها .. نلتم ثقة أمير الرياضة .. ونريدكم أن تترجموها إلى نتائج تكسبكم رضا الله أولاً ثم ثقة العقلاء .. العقلاء فقط.
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.